فصل في حال كلمتي «في الإسلام» «وعلى مؤمن» في الحديث لم نجد في شيء من الروايات المعتمدة كلمة في الإسلام في ذيل حديث لا ضرر، فان ما نقل مذيلا بها انما هي مرسلة الصدوق والعلامة ومرسلة ابن الأثير، ولا يبعد أخذ العلامة من الصدوق وهي: قال النبي: الإسلام يزيد ولا ينقص، قال ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام، فالإسلام يزيد المسلم خيرا ولا يزيده شرا ومن المحتمل ان تكون تلك الزيادة من بعض النساخ، ومنشأ الاشتباه كلمة فالإسلام، فان كثيرا ما يتفق للكاتب ان يقع نظره على كلمة فكتبها مرتين ثم بعد هذا الاشتباه والتكرار صحح النسخة بعض من تأخر عنه بظنه، فبدل الفاء بفي، ولم يتوجه إلى كون الغلط في التكرار (1) والعجب من الطريحي حيث أضاف تلك الكلمة في ذيل حديث الشفعة ونقل عين الحديث الموجود في الكافي بلا هذه الزيادة معها وانما سبق قلمه إليها لما ارتكزت في ذهنه، ولعل غيره كابن الأثير مثله.
فان العلامة شيخ الشريعة قال قد تفحصت في كتبهم أي العامة، وتتبعت في صحاحهم ومسانيدهم ومعاجمهم وغيرها فحصا أكيدا فلم أجد روايته في طرقهم الا عن ابن عباس وعن عبادة بن الصامت وكلاهما رويا من غير هذه الزيادة ولا أدري من أين جاء ابن الأثير في النهاية بهذه الزيادة.
أقول: ولعله جاء بها مما جاء بها صاحب مجمع البحرين في حديث الشفعة، و