بان تكون عين البدن.
اعضالات وتفصيات أحدها انه قد صرح القوم بان الصور علة للهيولي ومع اتحادهما لا يتصور ذلك وجوابه ان العلية المذكورة فيها ليست من حيث إنهما شئ واحد بل إذا صار هذا الواحد كثيرا بتعمل من العقل يحكم بعلية بعض منه لبعض ولا حجر في أن يكون في الوجود شئ واحد يعرض له كثره عقلية يتحقق بينهما عليه ومعلولية في اعتبار الكثرة كما في اجزاء حد المهية كالسواد من جنسه وفصله حيث يحكم العقل بعد التحليل بان فصله وهو قابض البصر علة لجنسه وهو اللون وكل منهما علة المهية.
هذا باعتبار التجريد وأحدهما محمول على الاخر وعلى المهية باعتبار الاطلاق فكذلك المادة والصورة وان كانتا ذاتا واحده لكن إذا اخذت إحديهما مقيدا بكونه فقط لم يصدق حملها على تلك الذات لان تلك الذات ليست إحديهما فقط بل هي عين هذه والأخرى معا فاحد الجزئين مأخوذا بهذا الاعتبار يسمى مادة أو صوره وإذا لم يؤخذ بهذا الاعتبار بل اخذ مطلقا لصدق حمله على المهية وعلى الاخر فيسمى جنسا وفصلا فاذن الجنس والمادة معنى واحد إذا اخذ مطلقا كان جنسا وإذا اخذ مقيدا بأنه لا يكون جزؤه (غيره - خ ل) كان مادة وكذلك حال الفصل والصورة.
فظهر ان الجنس والمادة متحدان ذاتا مختلفان بالاعتبار وكذلك الفصل والصورة.
وثانيها كون المادة والصورة ذاتا واحده على ما ذكرت انما يتم في المركب المتشابه الاجزاء كالياقوت إذ هناك امر واحد بالفعل فجاز ان يكون مادة وصوره باعتبار وجنسا وفصلا باعتبار واما المركب الغير المتشابه الاجزاء كالفرس فلا يتصور فيه ذلك إذ هناك أمور متعددة مختلفه الحقيقة كالعظم واللحم والعصب فكيف يكون هذه الأمور المختلفة عين الصورة الفرسية وهي امر واحد.