برؤه عن المرض لأنه طبيب ولكن لأنه متعالج فإنه من حيث هو معالج شئ ومن حيث هو متعالج شئ لأنه بالحيثية الأولى صانع للعلاج وبالحيثية الأخرى قابل له مريض.
تبصره قد سنح لبعض الواردين بعد السابقين ان يستقصر هذا التحديد وتوخى بعد استقصاره ان يزيد عليه زيادة.
فقال إن هذا التعريف انما يدل على هذه الطبيعة لا على جوهر ذاتها بل على نسبتها إلى ما يصدر عنها ويجب ان يزاد في حدها فيقال ان الطبيعة قوة سارية في الأجسام تفيد التخليق والتشكيل وتحفظهما وهي مبدء لكذا وكذا.
والذي عليه الشيخ ان هذه الزيادة تكلف مستغنى عنه وان ما فعله ردى فاسد غير محتاج إليه ولا إلى بدله.
فقال اما الزيادة التي رأى بعض اللاحقين بالأوائل ان يزيدها فقد فعل باطلا فان القوة التي كالجنس في رسم الطبيعة هي القوة الفاعلية وإذا حدت حدت بأنها مبدء حركه من آخر في آخر بأنه آخر وليس معنى القوة الا مبدء تحريك يكون في الشئ وليس معنى السريان الا الكون في الشئ.
فان المحل إذا كان أمرا منقسما كان الذي يحله من حيث ذاته أيضا منقسما ساريا فيه وليس معنى التخليق والتشكيل الا داخلا في معنى التحريك وليس معنى حفظ الخلق والاشكال الا داخلا في التسكين فيكون هذا الرجل قد كرر أشياء كثيره من غير حاجه إليه وهو لا يشعر.
ومع ذلك فان هذا المتدارك لخلل هذا الرسم بزعمه قد حسب أنه إذا قال قوة فقد دل على ذات غير مضافة إلى شئ وما فعل فان القوة مفهومها هو مبدء التحريك والتسكين لا غير فالقوة لا ترسم الا من جهة النسبة الإضافية هذا تلخيص كلامه.