جوهر الماء اما بالقياس إلى المتأثر عنه فالبرودة واما بالقياس إلى المؤثر فيه المشكل له فالرطوبة واما بالقياس إلى مكانه الغريب فالتحريك وبالقياس إلى مكانه المناسب فالتسكين واما في المركبات فالطبيعة كشئ من الصورة ولا يكون كنه الصورة.
فان تلك الأجسام لا تصير هي ما هي بالقوة المحركة لها بالذات إلى جهة وحدها وان كانت لا بد لها في أن يكون هي ما هي من تلك القوة فكان تلك القوة جزء من صورتها وكان صورتها تجتمع من عده معان فيتحد كالانسانية فإنها تتضمن قوى الطبيعة وقوى النفس النباتية والحيوانية والنطق.
وإذا اجتمعت هذه كلها نوعا من الاجتماع أعطيت المهية الانسانية واما كيفية نحو هذا الاجتماع فالأولى ان يبين في الفلسفة الأولى هذا ملخص كلامه و فيه أمور صحيحه على طور حكمتنا المشرقية وأمور متزلزلة كما يظهر على من تأمل وتدبر في مواضع من كلامنا فقوله صوره الشئ هي مهيته التي بها هو ما هو ومادته هي المعنى الحامل لمهيته كلام حر صحيح يجب التعويل عليه في جميع المواضع.
وهذا الذي ذكره أصل يبتنى عليه كثير من مقاصدنا سيما التي في علم المعاد فكل حقيقة نوعيه فهي هي بصورتها التي مقوم نوعها ومحصل جنسها ويتفرع عليه أمور.
منها كون النفس الانسانية في ذاتها مصداقا لجميع المعاني التي توجد في الحيوان والنبات والمعدن على وجه الاطلاق.
ومنها مسألة اتحاد العاقل بالمعقول.
ومنها جواز حركه الاشتداد في الجوهر واما قوله وربما كانت طبيعة الشئ هي بعينها صورته كالبسائط وربما لم يكن كالمركبات فلا يخلو من اضطراب اما أولا فلان قوله كالبسائط عنى به العناصر الأربعة كما يعلم من مواضع اخر من كلامه من أن الفلك لا طبيعة له وكذا الكواكب لا طبيعة لها وانما لها ميل فقط وهو من الكيفيات كالثقل والخفة.