والرابعة تسمى نفسا حيوانية كما للحيوان في احساسه ومشيه وشهوته وغضبه.
وربما قبل اسم الطبيعة على كل قوة يصدر عنها فعل بلا اراده فتعم النفس النباتية وربما قيل لمبدء كل فعل بلا رويه فتعم النفس الفلكية وغيرها حتى العنكبوت في نسج شبكتها والنحل في هندسة بيوتها انه بالطباع لكن التي هي مبدء للعلم الطبيعي الباحث عن أحوال المتغيرات هي الطبيعة بالمعنى الأول التي لا يخلو عنها جسم وليس على الطبيعي ان يتكلف اثباتها بل عليه ان يلتمس اثباتها عن صاحب الفلسفة الأولى.
وعلى الطبيعي ان يعرف تحقيق مهيتها ولا يتعرض لمن ينكر وجودها إذ فيه كلفه شاقه كما مر ذكرها من قبل من جهة ان لكل متحرك محركا.
فالطبيعي حكمه في هذه المسألة وأمثالها حكم المحل القابل والرجل الإلهي حكمه فيها حكم المعطى الفاعل وقد حدت الطبيعة بأنها مبدء أول لحركة ما هو فيه وسكونه بالذات لا بالعرض وهذا الحد موروث من الامام الأول لتعليم الفلسفة وشرحه كما وجد في الشفاء ان معنى قولنا مبدء أول للحركة أي مبدء فأعلى يصدر عنه التحريك في غيره أعني الجسم المتحرك وقد وقعت الإشارة منا سابقا ان معنى الفاعل في استعمال الطبيعيين وفي الأفاعيل الطبيعية هو الذي يكون تأثيره زمانيا وعلى التدريج.
ثم ينبغي ان يعلم أن الطبيعة لا يجب ان يكون في كل شئ مبدء للحركة والسكون معا ولا أيضا يجب كونها مبدء للحركة المكانية فقط بل المراد انها مبدء لكل امر ذاتي يكون للشئ من حركه ان كانت والسكون إن كان وسواء كانت الحركة في أين أو كم أو كيف أو جوهر أو نحو آخر.
ومعنى قوله أول أي مباشر قريب لا واسطه بينه وبين تحريكه فعسى ان يكون النفس مبدء لبعض حركات الأجسام التي هي فيها ولكن بواسطة الطبيعة حتى أن قوما اعتقدوا ان النفس في ذوات الأنفس تفعل حركه الانتقال بتوسط الطبيعة.
وهذا حق عندنا في الحركات الانتقالية الإرادية التي تكون للحيوانات دون