والجواب عنه ان الاتصال بالمعنى الحقيقي الغير النسبي لفظ مشترك في الصناعة بين الخطوط والمقادير وبين الصورة الاتصالية كما سيتضح لك.
فنقول الاتصالات الخطية موجودة في الجسم بالقوة فاما الاتصال بمعنى الصورة الجسمية فذلك موجود بالفعل لأنه صوره مقومه لمهية الجسم المطلق فقد تقرر ان قابل الابعاد ليس معناه القبول الإضافي المتأخر عن وجود القابل والمقبول ولا ما يوجد فيه الابعاد بالفعل والا لم يكن الكره جسما بل المراد مبدء هذا القبول كما علمت وعلمت نظيره في تعريف الجوهر بالموجود الذي سلب عنه الموضوع.
طريقه أخرى ان رهطا من المتأخرين لما تعسر عليهم تصحيح التعريف المذكور على الوجه الذي مر بيانه غيروا القول الموروث من القدماء إلى قولهم هو الجوهر الطويل العريض العميق.
وفيه ان كل واحد من هذه الألفاظ مشترك بين معان مختلفه فالطول يطلق تارة للخط كيف كان كما وقع في كتاب أقليدس ولأعظم الخطين المحيطين بالسطح مقدارا ولأعظم الابعاد المتقاطعة خطا كانت أو غيره وللبعد المفروض أولا وللبعد المفروض بين رأس الحيوان ومقابله من القدم أو الذنب وللبعد المفروض بين السماء والأرض وكذا العرض يطلق على السطح نفسه ولا نقص البعدين مقدارا وللبعد المفروض ثانيا وللبعد الواصل بين اليمين واليسار وكذا العمق يقال لما بين السطحين من الثخانة ولثالث البعدين المفروضين طولا وعرضا إذا كان متقاطعا لهما ولما يؤخذ ابتدائه من فوق حتى أنه يسمى المأخوذ عكسه سمكا وقد يطلق على الجسم نفسه.
وليس من شرط الجسم كما علمت أن يكون فيه خط أو خطوط كالكرة الغير المتحركة ولا ان يكون الجسمية مما يستدعى ان يكون ذا سطح وان لم ينفك عنه في الوجود ولا أيضا يجب ان يكون ذا سطوح أو خطوط كثيره بل ربما كان كالكرة والبيضي والشلجمي