ومنهم من ذهب إلى أنه يقبل عددا متناهيا ثم يؤدى إلى ما لا ينقسم أصلا وهو صاحب كتاب الملل والنحل.
ومنهم من ذهب إلى أنه لا يقبل من الانقسام الا ما سوى الخارجي أعني الفك أو القطع لكون الجسم المفرد عنده صغيرا صلبا لا يقبل شيئا منهما لصغره وصلابته و هو ذيمقراطيس من الفلاسفة المتقدمين.
والقائل بانقسامه باقسامه لا إلى نهاية افترقوا ثلث فرق ففرقه ذهبت إلى أنه جوهر بسيط هو الممتد في الجهات المتصل بنفسه اتصالا مقداريا جوهريا قائما بذاته وهو رأى أفلاطون الإلهي كما هو المشهور ومذهب شيعه المشهورين بالرواقيين ومن يحذو حذوهم وسلك منهاجهم كالشيخ الشهيد والحكيم السعيد شهاب الدين يحيى السهروردي في كتاب حكمه الاشراق وفرقه إلى أنه جوهر مركب من جوهرين أحدهما صوره الاتصال والاخر الجوهر القابل لها وهم أصحاب المعلم الأول ومن يحذو حذوهم من حكماء الاسلام كالشيخين أبى نصر وأبى على وفرقه إلى أنه مركب لكن من جوهر قابل وعرض هو الاتصال المقداري وهو ما ذهب إليه الشيخ الإلهي في كتاب التلويحات اللوحية والعرشية وقد شنع عليه بعض الناظرين في كتبه لما وجد تناقضا بين كلاميه في هذين الكتابين حيث حكم ببساطة الجسم وجوهرية المقدار في أحدهما واختار انه مركب من جوهر سماه هيولي وعرض هو المقدار بناء على تجويزه تركب نوع واحد طبيعي من جوهر وعرض وبين الكلامين مخالفه بحسب الظاهر.
لكن الشارحين لكلامه مثل محمد الشهرزوري صاحب تاريخ الحكماء وابن كمونة شارحي التلويحات والعلامة الشيرازي شارح حكمه الاشراق كلهم اتفقوا على عدم المنافاة بين ما في الكتابين في المقصود قائلين ان الفرق يرجع إلى تفاوت اصطلاحية فيهما ويتحقق ذلك بان في الشمعة حين تبدل اشكاله مقدارين ثابت وهو جوهر لا يزيد ولا ينقص بتوارد الاشكال عليه ومتغير هو ذهاب المقادير في الجوانب وهو عرض في المقدار الذي هو جوهر ومجموعهما هو الجسم والجوهر منهما هو الهيولى على