مصطلح التلويحات وذلك الامتداد الجوهري هو الجسم على مصطلح حكمه الاشراق وهو الذي يسمى بالنسبة إلى الهيئات والأنواع المحصلة الهيولى فلا مناقضة بين حكمه ببساطة الجسم وجوهرية المقدار في أحد الكتابين وحكمه بتركب الجسم وعرضية المقدار في الاخر فان ذلك الجسم والامتداد غير هذا الجسم والامتداد فتوهم المناقضة انما طرء من اشتراك اللفظ.
بحث وإشارة ان كلام هذا الحكيم العظيم في بعض مواضع من كتابه الكبير المسمى بالشارع والمطارحات صريح في أنه كان ينكر الاتصال والامتداد سوى ما هو من عوارض الكم وفصوله ويبطل الاتصال الذي هو مقوم للجسم وما ذكر في التلويحات شيئا يدل على أن ما سماه هيولي يكون امتدادا جوهريا ممتدا بذاته أو مقدارا قائما بنفسه بل أثبت له خواص الهيولى التي هي عند المشائين أبسط من مهية الجسم بما هو جسم أعني ما يصلح جنسا للأجسام النوعية البسيطة أو المركبة إذ صرح فيه بان في الجسم ما يقبل الاتصال والانفصال جميعا والاتصال نفسه لا يقبل شيئا منها فالقابل لهما امر آخر وبان الامتداد ليس خارجا عن حقيقة الجسم والا لما افتقر في تعقلها إلى تعقله أولا فهو جزئه والقابل له هو المسمى بالهيولى جزء آخر للجسم.
وهذا صريح في أن رأيه هيهنا في الهيولى موافق لرأي جمهور الحكماء وفي حكمه الاشراق نص على أن ما هو المسمى بالهيولى مقدار جوهري قائم بنفسه فالتناقض بين كلاميه بحاله في جوهرية المقدار وعرضيته بلا مخلص وكذا في بساطه الجسم وتركبه فان ما سماه هيولي في أحد كتابيه يجوز كونه جسما كما حكم عليه بناء على ما رأى من كونه متصلا بذاته ومقدارا جوهريا وليس كمال الجسم الا بهذا المعنى أو بما يلازمه.
واما الهيولى التي أثبتها في كتابه الاخر فإنها لا تصلح الا جزء الجسم لان