فلا يقدح في صحه التعريف ان يصدق صدقا بالعرض على غير افراد المعرف.
وبهذا يندفع كثير من الاشكالات التي تكون من هذا القبيل فان المعلم الأول حد المتصل بأنه الذي يمكن ان يفرض فيه اجزاء يتلاقى على حد مشترك ورسمه بأنه القابل لانقسامات غير متناهية وحد الرطب بأنه القابل للاشكال بسهولة واليابس بأنه القابل لها بصعوبة فيتوهم ورود النقض بالهيولى الأولى في جميع هذه الحدود ونظائرها وبما ذكرناه يندفع النقض عن الجميع ولك ان تقول ان مهية الجسم مركبه بحسب الوجود الخارجي من الجزئين هما الهيولى والصورة والهيولي هو الجزء الذي به يكون الجسم قابلا متهيئا لحصول الأشياء له والصورة هو الجزء الذي به يتحقق الحصول والفعلية ولا دخل للصورة في القابلية إذ جهة القابلية انما هي للهيولي فقط فالقابل للابعاد في الحقيقة هي الهيولى لا الصورة فينتقض التعريف طردا وعكسا لصدقه على الهيولى وإن كان بشرط الجسمية وعدم صدقه على المجموع المركب منهما أي الجسم لما بينا ان الصورة لا مدخل لها في القابلية فليس القابل هو المجموع بل الهيولى بالشرط المذكور.
ولنا ان نجيب عنه بان القبول ههنا بمعنى مطلق الاتصاف بشئ سواء كان على وجه الانفعال والتأثر التجددي الذي يقال له الاستعداد أو لم يكن والذي يكون من خواص الهيولى هو الاستعداد لا مطلق الاتصاف لوجود الأوصاف الكمالية في المفارقات من غير انفعال هناك فقبول الابعاد الثلاثة بحسب الفرض لا يحتاج إلى انفعال مادة أصلا أولا ترى ان الجسم لو كان محض الجسمية من غير هيولي لكان قابلا للابعاد الفرضية باتفاق العقلاء ولهذا عرف الجسم به من لا يعتقد وجود الهيولى الأولى أو نقول إن امكان القبول للابعاد صفه للجسم لا القبول فلا ينافي هذا كون القبول من جهة أحد جزئيه أولا ترى ان امكان الانسانية صفه للمنى وليس المنى انسانا فامكان قبول الابعاد من لوازم الجسم التي لا يحتاج ثبوتها له إلى قابلية واستعداد وإن كان