فلكيته التي تمامه لا يصلح لان يصير فلكين أي تصير النفس ذا نفسين والحيوان بما هو حيوان لا يصلح لان يصير حيوانين أعني ذا ذاتين وانما صار جسمية كل منهما قابله لان يصير جسمين لان بمجرد الجسمية لا يصير الشئ ذا حقيقة تامه لان وحدتها كما علمت عين قبول الكثرة وتمامها عين النقصان.
ومن هيهنا علم أن الجسم بما هو جسم كالجنس واما الصور الطبيعية فهي أيضا ذات جهتين جهة قبول الانقسام وجهه عدم الانقسام وهي متفاوتة بحسب غلبه إحدى الجهتين على الأخرى.
فكلما كانت انزل مرتبه وأشد الصاقا بالجسمية وأقرب درجه إلى المادة الأولى وابعد وجودا عن وجود الفاعل الأول فهي اقبل للكثرة والانقسام وابعد عن التمام وكلما كانت عكس هذه الأوصاف عليها أغلب فهي اقبل للوحدة وأقرب إلى التمام وامنع عن قبول الخرق والالتيام والصق بعالم الصور المجردة عن الابعاد والأجرام وكذلك حكم الاعراض والكيفيات فان بعضها أبعد عن الوحدة والتمامية من بعض فان السواد والبياض ليسا كالكرة والدائرة إذ يتصور لكل من هاتين وحده وتمامية بحسب الواقع واما فيهما فليس شئ من الوحدة والتمامية الا بحسب المقايسة والاعتبار.
فالموجود من الشكل في كل جزء من اجزاء الجسم المشكل جزء منه و تمامه موجود في كليه الجسم وكلية الجسم الذي له وحده طبيعية غير موجود في كل جزء من اجزائه وليس كذلك حال مثل السواد (1) والبياض.