يجرى مجريهما من الجسم كمقارنتها للسواد وحركه وما يشابههما.
إذ ليس هذه الأمور حالها حال مثل المقدار والوضع بالقياس إلى الجسم وما يقوم به فإنه يرتفع بارتفاعهما الجسم وما يقوم به ولا يرتفع بارتفاع مثل السواد وحركه.
فلهذا لا يؤثر مثل هذه الأمور في القوى والصور والاعراض الموجودة في الجسم كما لا يؤثر فيه إذ لو كانت مؤثرة كان ارتفاعها يوجب ارتفاع ما يؤثر ما يؤثر فيه.
أولا ترى انه إذا عدم المقدار أو الوضع أو الشكل من الجسم لم يبق الجسم ولا القوة الموجودة فيه أو العرض الموجود فيه وإذا عدم نصف المقدار عدم نصف السواد ولا كذلك السواد مع غيره كالحركة فليس إذا عدم السواد عدم حركه ولا إذا عدم نصفه عدم نصفها.
تلويح عرشي ومما يجب ان يعلم هيهنا أيضا ان الوحدة في بعض الأشياء عين الانقسام كالعدد أو عين قبول الانقسام كالزمان والمقادير فان حقيقة العدد التي بها تحصله وقوامه هي نفس المنقسم إلى الوحدات لا امر يعرضه الانقسام إليها وحقيقة الزمان كما سيجئ نفس الاتصال المتجدد الغير القار وحقيقة المقدار نفس الكمية الاتصالية التي لها قوة الانقسام وفي بعض الأشياء تغاير الانقسام سواء ينافيها أو يجامعها من جهتين لا من جهة واحده والا لكان عددا فالأول كالواجب الوجود وكالعقول وكنفس جهة الوحدة والثاني كالأشياء التي لها جهة تمام وجهه نقص.
فالفلك والحيوان مثلا لكل منهما جهة جسمية بها يقبل الانقسام بالقوة أو بالفعل وهي الجهة التي بها يكون كل منهما ناقصا وجهه نفسية أو عقلية بها لا تقبل الانقسام لا بالقوة ولا بالفعل وهي الجهة التمامية التي بها يكون تاما فالفلك من حيث