واما القوى الجسمانية فإن كان لها تمام ومعنى زائد على أنها قوة في الجسم فإنها موجودة في كليه الجسم واما اجزائها ففي اجزاء الجسم فالنفس من حيث إنها قوة في الجسم فلها اجزاء بحسب اجزائه الشريف من اجزائها في الشريف من اجزاء الجسم كالقلب والدماغ والخسيس من اجزائها في الخسيس من اجزائه كالعقب والعجز.
هذا إذا اعتبر الاجزاء المختلفة للبدن وأما إذا اعتبر اجزائه المتشابهة المقدارية فليس بإزائها من النفس الا قوة متشابهه سارية في الجميع على نحو واحد متشابه وكأنها هي المسماة بالطبيعة التي عرفت بأنها مبدء أول لحركة ما هي فيه و سكونه بالذات لا بالعرض أو ما هو كالآلة للطبيعة وهو الميل فان تلك الطبيعة قوة من قوى النفس سارية في الأجسام ذوات النفوس وهي في البسائط صوره نوعيه مبدء فصل أخير وفي المركبات سيما ذوات النفوس ليست صوره مقومه بل حكمها حكم سائر القوى والكيفيات.
واما النفس من حيث إنها امر في نفسها تامه الحقيقة مع قطع النظر عن انها قوة في الجسم أو مباشره لتحريكه أو تدبيره فليست هي ذات تجز من هذه الحيثية ولا لها اجزاء في اجزاء الجسم لأنها ليست ناقصة كأجزائها أو قواها التي توجد في الجسم فحكمها حكم الذوات المفارقة عن المواد ومن حيث لها قوة سارية فيه فهي امر منقسم بانقسامه فما أشبه حال النفس بأمر مركب من مادة وصوره أو حيوان متألف من بدن ونفس لأنها ذات جهتين إحديهما قوة سارية في البدن حكمها حكم سائر الصور الطبيعية والأخرى غير سارية فيه كالمفارقات.
فهذا حال النفوس المجردة الذوات واما غيرها فجهة الوحدة فيها ضعيفه مغلوبة كالنباتات ورب حيوان كالحيات إذا جزى بقسمين توجد في كل واحد من قسميه قوة محركه حساسة زمانا مديدا كما يوجد في كل من قطعتي بعض الأشجار قوة نامية يظهر فعلها عند الغرس