الأشرف من الأشرف والأخس من الأخس وعدد الفريقين كثير كما في القرآن وما يعلم جنود ربك الا هو.
قالوا وليس صاحب النوع النفس فان النفوس لا بد وان يتألم بتألم أبدانها وصاحب النوع لا يتألم بتألم نوعه وللنفس علاقة ببدن واحد ولصاحب النوع علاقة وعناية بجميع الأبدان لنوعه والنفس يحصل منها ومن البدن الذي يتصرف فيه حيوان واحد هو نوع واحد ورب الطلسم ليس كذا.
ثم رب طلسم النوع إذا كان فياضا لذلك النوع فلا يكون محتاجا إلى الاستكمال به بخلاف النفس فإنها مفتقرة إلى الاستكمال بالجسم وعلاقة الأجسام انما هي لنقص في جوهر النفس يستكمل بالعلاقة ومن له رتبه الابداع لجسم لا يقهره علاقة ذلك الجسم وشواغله وكمال المفارق التشبه بمبدئية الواجب بالذات فالعلاقة الجسمانية نقص له والذي ينوع الجسم ويحصل وجوده كيف ينحصر بعلاقة عرضية ذلك ظاهر لمن له أقل حدس.
والجواب انا وان نساعدكم في اثبات هذه الصور العقلية المفيضة لهذه الأنواع الجسمية كما مر من كلامنا في مباحث الماهية وقد ذببنا عن اثبات المثل النورية الإفلاطونية وأحكمنا بيانها بما لا مزيد عليه.
الا انا نعلم مع ذلك ضرورة ان تلك الآثار انما تصدر من الأجسام التي قبلنا أو من المفارق بواسطة مبدء قريب مقارن بها مباشر لحركاتها آثارها فان الاحراق يكون من النار والترطيب من الهواء والتبريد من الماء والتجميد من الأرض إلى غير ذلك فلو لم يكن في هذه الأجسام الا الهيولى والصورة الجرمية لم يحصل تلك الآثار من الأجسام.
كيف والشيخ الإلهي ممن قد برهن في كتبه كالتلويحات وغيرها على أن المفارق الصرف لا يمكن ان يكون محركا للأجسام على سبيل المباشرة أي الفاعلية القريبة لحركاتها بل على نحو بعيد عن المزاولة كالعلة الغائية المشوقة للعلة الفاعلية كنفس المعلم التي يحرك لأجلها نفس المتعلم بدنها تقربا إليها وتشبها بها.
وبهذا الأصل حكموا بأن حركات الأفلاك كما لا بد لها من مباد عقلية هي