غايات لحركاتها الشوقية لا بد لها من محركات جسمانية هي قوى وطبائع مزاولة لتحريكها على سبيل التجدد والانفعال لئلا يفقد المناسبة بين المفيض والمفاض بالكلية وليحصل امر متوسط بين المفارق المحض والجسماني المحض.
فلا بد أيضا في الأجسام من أمور تنفعل من تلك المبادئ المفارقة وتفعل في الأجسام المادية وما هي الا القوى الانطباعية أو النفوس النباتية أو الحيوانية وعلى الجميع يطلق الصورة النوعية مع ما لها من التفاوت.
فصل (3) في اثبات الصور الطبيعية من منهج آخر وهو كونها مقومه للمادة بيانه انا نعلم بالضرورة ان في كل نوع من الأجسام أمرا غير الهيولى والجسمية مختصا بذلك النوع مستحيل الانفكاك عنه فهو اما ان يكون عرضا أو جوهرا والأول باطل لكونه مقوما لما لا يمكن قوامه بنفسه ومثل هذا المقوم يكون صوره كما مر إذ كما لا يتصور وجود المادة معرى عن الجسمية كذلك لا يتصور وجودها بدون ان يتخصص نوعا من أنواع الجسم.
فانا لا نقدر ان نتصور جسما لا يكون فلكا ولا عنصرا ولا حيوانا ولا شجرا فلا يوجد الجسم المطلق الا بالمخصص فيقوم وجود الجسم بذلك المخصص والمقوم للجوهر جوهر لأنه سبب وجوده الخاص والسبب أولى بالجوهرية من المسبب لان الوجود يتعدى من الأول إلى الثاني فيكون المخصص للجسم المطلق نوعا جوهرا قطعا.
فهو اما حال في المادة أو محل لها والثاني باطل بالوجدان ولانقلابه إلى غيره كما في العناصر مع بقاء المادة في الحالين على ضرب من البقاء فيكون حالا و الجوهر الحال يكون صوره وهو المطلوب والاعتراض عليه من قبل الرواقيين من وجوه من الأبحاث