السيف إذا سئل عنه بما هو حسن الجواب بأنه حديد أو بحد الحديد.
ثم إذا حصلت فيه الهيئة السيفية فسئل انه ما هو لا يجاب بأنه حديد بل بأنه سيف ولا يحصل فيه الا الاعراض (1) كالشكل والحدة وغيرهما وهكذا الطين إذا جعل لبنات وبنى منها بيت لا يجاب بأنه طين بل بأنه بيت ولم يحدث فيه الا اجتماع وهيئات وهي اعراض فقد علم أن تبدل الحدود لا مدخل له في كون المتبدل فيه جوهرا أو عرضا.
ولا يجوز لاحد ان يقول هذه الهيئات جواهر لأنها خروج عن الفطرة ولا ان مجموع الاعراض يصير جوهرا بعد الانضمام وهل كان الثوب الذي اتخذ من القطن الا قطنا أحدثت فيه هيئات بالفتل والنسج فإذا سئل بعد صيرورته ثوبا انه ما هو لا يتأتى ان يقال إنه قطن بل إنه ثوب وعلى هذا القياس أمثاله ونظائره.
فعلم أن من الاعراض ما يتبدل بتبدله جواب ما هو فتبدل الحدود لا مدخل له في كون المتبدل فيه جوهرا أو عرضا فسقط الاحتجاج بهذا الطريق.
بحث آخر ثم إن الاصطلاح المذكور في رسم الجوهر والعرض وفي خاصية كل منهما لم يكن بتبدل الجواب وعدم تبدله واما الضابط في كون محل العرض متقوما بنفسه ومحل الجوهر متقوما بما حل فيه ولزوم كون ما حل في الموضوع المستغنى عن ذلك الحال عرضا وما حل في المحل الذي يتقوم به صوره وجوهرا فلا يوجب هذا المعنى فان ذلك التقوم تقوم بحسب الوجود لا تقوم بحسب الماهية بخلاف ما ذكر هيهنا.
فان الحال لا يجوز ان يكون مقوم حقيقة المحل وكيف يكون الشئ جزء