الحضوري ولا يكفي فيها مطلق المعلومية على الوجه الكلى لم يشتبه عليه الامر فان مهية العرض مما يتقوم وجوده بالموضوع بخلاف الجوهر فإنه لا حاجه له إلى محل.
والذي يتوهم فيه الحاجة إلى المحل من الصور المادية ليس كما توهم فان الحاجة لها إلى المادة ليست في تقوم وجودها بل في لوازم شخصيتها كما سيجئ فمهية كل جوهر بحسب وجودها الذهني التي يعرضه العموم والاشتراك مما لا شبهة في قبولها الإشارة العقلية من حيث تعينها العقلي (1) الذهني وان لم يقبلها من حيث ابهامها الخارجي بخلاف مهية العرض فإنها تابعه لغيرها في الوجود مطلقا فليست مقصوده الا بالعرض كما يظهر بالوجدان.
واما الجوهر المفارق البحت فهل يمكن ان يقع إليها إشارة عقلية مخصصه عينا وعقلا فالمشاؤون ينكرونها الا في علم المفارق بذاته وصفاته الذاتية والرواقيون أثبتوها . والحق في ذلك مع الرواقيين كما سيأتي في مباحث علم الله ومن خواص الجوهر كونه موجودا لنفسه بالمعنى المقابل للوجود النسبي وهذه يختص بما لا محل له من الجواهر فان الصور المادية وكذا كليات الجواهر على رأى المشائين وجودها لغيرها إذ ليس قوامها بذاتها أصلا وانما قلنا على رأى المشائين لما مر من مذهب الأقدمين من وجود الكليات الطبيعية في عالم المفارقات قائمه بأنفسها.
ولقائل ان يقول اما الصور المادية فهي من حيث طبيعتها مستغنية عن المادة