انه قد وقع بالخط أو السطح لما مر.
واعلم أن الذي يقال أو ينقل من القدماء ان النقطة ترسم بحركتها الخط والخط ترسم بحركته السطح والسطح الجسم فهذا إن كان منقولا من الحكماء فهو اما من رموزهم وتجوزاتهم كما هو عاده الأوائل أو يكون من باب التخيل بان تفعل النقطة في الخيال بحركتها خطا يفعل بحركته في جهة أخرى سطحا يفعل بحركته في جهة ثالثه جسما كل ذلك في الخيال واما في الوجود فالجسم يتقدم على البسيط المتقدم على ضلعه المتقدم على طرفه تقدم ذي النهاية على نهايته فصل [11] في مباحث أخرى متعلقه بالمقادير الأول ان المقدار المعين الذي في هذا العالم هو من توابع المادة لأنه لا يقتضيه الصورة الجسمية لذاتها والا لاشتركت الأجسام كلها فيه ولما مر ان الجسم الواحد يختلف عليه المقادير وليس أيضا بسبب الفاعل بلا مشاركه المادة لان الفاعل إذا اعطى مقدارا لصورة جسمية بعد ما لم يكن فذلك اما بان يتمدد إلى جانب أو بان ينتقص من جانب وذلك لا يكون الا بان ينفعل والانفعال من توابع المادة لكن لا مطلقا بل بسبب أحوال يعرض المادة ويخصص استعدادها لمقدار دون مقدار والاستعداد أيضا من باب الامكانات فلا ينفك عن طبيعة مخصوصة صورية تفعل بذاتها أو بقسر قاسر وكلاهما يرجع إلى صوره نوعية مع مادة قابله.
واعلم أن المقدار المعين وان أمكن تجريدها عن المادة ولواحقها اما في الخيال أو في عالم آخر لكن لا يمكن تجريد الصورة المعينة عن المادة الا بان يصير وجودها وجودا آخر أقوى وأتم من هذا الوجود حيث يسلب عنه كثير من لوازم هذا الوجود.
الثاني ان الاستقامة والانحناء فصلان منوعان للخط لا يمكن ان يكون خط