وقد علمت أن الاستقامة والاستدارة لا يقبل التضاد وكذا التحديب والتقعير ليسا بمتضادين لان محل هذه الكيفيات اما الخطوط واما السطوح فيستحيل ان يصير السطح المقتب مستويا أو مقعرا مع بقائه في الحالين فسقط ظن من توهم ان في الأمور السماوية تضادا لأجل ما فيها من التقتيب والتقعير لان موضوعهما سطحان متغايران يمتنع اتصاف أحدهما بمثل ما يتصف به الاخر.
واما الزوجية والفردية فيتوهم في ظاهر الامر انهما متضادتان وليس كذلك لعدم تعاقبهما على الموضوع ولأن كل معنيين (1) وان سميا باسمين محصلين لا يكفي في كونهما متضادين عدم اجتماعهما في الموضوع فان الفرد وإن كان محصل الاسم لكنه غير محصل المعنى إذ الزوج هو العدد المنقسم إلى متساويين والفرد هو الذي ليس كذلك فمجرد كونه لا ينقسم لا يوجب الا سلبا يقارن جنس الموضوع لا نوعه وهذا لا يوجب الضدية فان فهم للفردية معنى محصل فذلك المعنى أكثر أحواله انه معنى مباين لا يشارك في الموضوع هذا خلاصه ما ذكره الشيخ في هذا المقام المقالة الثالثة في حال الخلقة وكيفيات الاعداد وفيه فصول فصل [1] في حال الخلقة وهو البحث الخامس انك علمت مما ذكر مرارا ان وحده الوجود معتبره في جميع الحقائق في