الاحساس به دائما فلم يكن شك في كون هذا الفضاء خلاء. (1) واعلم أن الشيخ مال في فصل الأسطقسات إلى أن الرطوبة غير محسوسة وذكر في كتاب النفس انها محسوسة قال بعض العلماء لعله أراد بالغير المحسوسة هي التي بمعنى سهولة قبول الاشكال ولا بالمحسوسة هي التي بمعنى سهولة الالتصاق أعني البله و هذا حسن والله أعلم بالصواب فصل [20] في اللطافة والكثافة واللزوجة والهشاشة والبله والجفاف اللطافة قد تطلق على رقه القوام كما في الماء والهواء وعلى سهولة قبول الانقسام إلى اجزاء صغيره جدا وللغلظة معنيان مقابلان لهما قال في طبيعيات الشفاء يشبه ان يكون التخلخل مشابها لللطف بالمعنى الأول مع زيادة معنى فإنه يفيد الرقة مع كبر في الحجم والرقة أيضا تستلزمه الا ان التخلخل يدل على الكبر بالتضمن وهي بالالتزام ويقال التخلخل ويراد به تباعد اجزاء الجسم بعضها عن بعض على فرج يشغلها ما هو الطف منها وهذا المعنى غير مشتغل به هيهنا.
ثم قال لكن اللطيف والمتخلخل بالمعنى الأول غير نافع في الفعل والانفعال الا بالعرض وقال في قاطيغورياس يقال التخلخل الانتفاش كالصوف المنفوش ويقال لما إذا صار الجسم إلى قوام اقبل للتقطيع والتشكيل من انفعال يقع فيه ويقال لقبول المادة حجما أكبر فالأول من الوضع والثاني من الكيف والثالث من الإضافة في الكم أو كم ذو اضافه وللتكاثف معان ثلاثة مقابله لها.
واعترض عليه بان اللطيف والمتخلخل بالمعنى الأول هناك هو بعينه الرقة المفسر هيهنا بسهولة قبول التقطيع والتشكيل وقد حكم هناك بأنه غير نافع في الفعل والانفعال الا بالعرض مع أنه الذي فسر به الرطوبة فلزم خروج الرطوبة من الكيفيات النافعة فيهما مع أن اثبات ذلك مطلوب له في ذلك الفصل من الطبيعي والأولى ان يقال سهولة