الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٢١٩
فقد ثبت من هذا ان الأشد والأنقص لم يتطرق إلى نفس الأين بما هو أين بل إلى نوع منه وهو الفوق أو التحت ولكن ليس كما زعمه صاحب المباحث ان ذلك الأشد والأضعف انما هو في اضافه عارضه للأين وهو الفوقية والتحتية لما مر من أن الإضافة ليست قابله للأشد والأضعف لذاتها.
فصل [4] في حقيقة متى وأنواعه من جمله ما عد من المقولات متى وهو كون الشئ في زمان واحد أو في حد منه فان كثيرا من الأشياء يقع في أطراف الأزمنة ولا يقع في الأزمنة مع أنه يسئل عنها بمتى كالوصولات والمماسات وساير الأشياء الواقعة لوقوعها في امر له تعلق ما بالزمان (1) وحال هذا الكون بعينه حال ما قبله وامر متى العام والخاص باعتبار كون الشئ في زمان مطلق أو زمان خاص أو شخص.
فمنه ما هو متى حقيقي وهو كون الشئ له زمان مطابق له لا يفضل عنه ومنه ما هو ثان غير حقيقي وهو كون هذه حركه الواقعة في ساعة مثلا في أول اليوم أو في الشهر أو في السنة أو في القرن أو في زمان الاسلام أو في الزمان مطلقا على قياس ما مر في الأين والفرق بين البابين ان الزمان الحقيقي الواحد يشترك فيه الكثيرون.
واما المكان الحقيقي الواحد فلا يشترك فيه كثيرون هكذا قيل وليس بسديد فان عدم الشركة في المكان الحقيقي انما يصح القول به مع وحده الزمان حقيقة فكذلك مع وحده المكان حقيقة لا يمكن الشركة في الزمان الحقيقي فكما

(1) في أن نفس النسبة إلى الزمان أو حد منه أو ما يتعلق به ليس متى بل المتى امر أو هيئة يعرض لأجله هذه الإضافة للشئ الزماني. إسماعيل ره.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست