فقد ثبت من هذا ان الأشد والأنقص لم يتطرق إلى نفس الأين بما هو أين بل إلى نوع منه وهو الفوق أو التحت ولكن ليس كما زعمه صاحب المباحث ان ذلك الأشد والأضعف انما هو في اضافه عارضه للأين وهو الفوقية والتحتية لما مر من أن الإضافة ليست قابله للأشد والأضعف لذاتها.
فصل [4] في حقيقة متى وأنواعه من جمله ما عد من المقولات متى وهو كون الشئ في زمان واحد أو في حد منه فان كثيرا من الأشياء يقع في أطراف الأزمنة ولا يقع في الأزمنة مع أنه يسئل عنها بمتى كالوصولات والمماسات وساير الأشياء الواقعة لوقوعها في امر له تعلق ما بالزمان (1) وحال هذا الكون بعينه حال ما قبله وامر متى العام والخاص باعتبار كون الشئ في زمان مطلق أو زمان خاص أو شخص.
فمنه ما هو متى حقيقي وهو كون الشئ له زمان مطابق له لا يفضل عنه ومنه ما هو ثان غير حقيقي وهو كون هذه حركه الواقعة في ساعة مثلا في أول اليوم أو في الشهر أو في السنة أو في القرن أو في زمان الاسلام أو في الزمان مطلقا على قياس ما مر في الأين والفرق بين البابين ان الزمان الحقيقي الواحد يشترك فيه الكثيرون.
واما المكان الحقيقي الواحد فلا يشترك فيه كثيرون هكذا قيل وليس بسديد فان عدم الشركة في المكان الحقيقي انما يصح القول به مع وحده الزمان حقيقة فكذلك مع وحده المكان حقيقة لا يمكن الشركة في الزمان الحقيقي فكما