وخامسها ان الجسم المركب من الهيولى والصورة لما بين ان جعل كل منهما منه غير جعل الأخرى فهما موجودان ومجموعهما جسم فالجسم لا جوهرية له في نفسه فإنه ليس الا الجوهرين ومعنى الاجتماع بينهما والجمعية بينهما امر اعتباري وعرض من الاعراض فلا يحصل به جوهرية ثالثه غير ما لجزئيه إذ المجموع ما زاد على الجزئين الا بالاجتماع وهو عرض فالجوهرية ليست على سبيل الاستقلال للمجموع والشئ الواحد لا يجوز ان يكون جوهرا وعرضا.
هذه خلاصه أبحاثه على الحكماء وانا أريد ان أجيب عنها جميعا بعون الله وحسن توفيقه.
اما عن البحث الأول فلان كون بعض الجواهر أولى من بعض في الجوهرية ليس مناقضا للحكم بان الجوهر لا يقع على افراده بالتشكيك فان معنى ما حكموه كما أشرنا إليه سابقا ان نفس الجوهرية لا يكون ما به التفاوت لا انها لا يكون فيه التفاوت وهذا بعينه نظير ما ذكره الشيخ في فصل خواص الكم من قاطيغورياس الشفاء بعد ما ذكر ان ليس في طبيعة الكم ازدياد ولا تنقص.
لست أعني بهذا ان كمية لا تكون أزيد وانقص من كمية ولكن أعني ان كميته لا تكون أزيد في أنها كمية من أخرى مشاركه لها فلا خط أشد خطية أي في أنه ذو بعد واحد من خط آخر وإن كان من حيث المعنى الإضافي أزيد منه أعني الطول الإضافي فلا يجوز ان يكون كمية أشد وأزيد في طبيعتها من كمية أخرى انقص أو أكثر منها وبالغ في بيانه بايراد الأمثلة الموضحة فكذلك مقصودهم من كون بعض الجواهر أولى في الجوهرية من بعض ليس انه كذلك بالمعنى الجنسي وبحسبه حتى يكون ما فيه التفاوت عين ما به التفاوت بل مجرد كون بعض الافراد أولى في الجوهرية وان لم يكن كذلك بحسب نفس كونه جوهرا.
وهذا هو محل الخلاف بين الفريقين كما أسلفناه فاما إذا قلنا مثلا ان زيدا الأب أقدم في الانسانية من عمرو الابن فهذا لا ينافي ما قد كنا أثبتنا من قولنا ان