عند قصور (1) الضوء واللون أو قصور استعداد القابل المقابل وقد يكون كلاهما لقوتهما وقوه استعداد المنعكس إليه على أن الكلام في مباحث العكوس طويل وكون المنعكس من الجسم المضئ إلى جسم آخر ضوئه دون لونه ربما كان لأجل صقالته فان الصقيل قد يكون ذا لون وضوء لكن المنعكس منه إلى مقابله ليس الا ما حصل من نير آخر بتوسطه على نسبة وضعية مخصوصة بينهما له إليهما لا اللون والضوء اللذان يستقران فيه فالمنعكس في ذلك المقابل ليس الا الضوء فقط من ذلك النير لا من المنعكس منه الا ان يكون المنعكس إليه أيضا جسما صقيلا فيقع فيه حكاية منهما أو من أحدهما أيضا فصل [26] في الفرق بين الضوء والنور والشعاع والبريق والظل والظلمة وفي ان الألوان انما تحدث بالفعل عند حصول الضوء ضوء المضئ إن كان من ذاته لا بان يفيض عليه من مقابله كما للشمس يسمى ضياء والا فعرض كالقمر ويسمى نورا آخذا من قوله تعالى والذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا أي ذات ضياء وذا نور واللمعان هو النور الذي به يستر لون الجسم وهو أيضا ذاتي وعرضي والأول يسمى شعاعا والثاني كما للمرآة يسمى بريقا وربما يسمى العرضي الحاصل من مقابله المضئ لذاته كنور القمر ونور وجه الأرض الضوء الأول وإن كان من مقابله المضئ لغيره كضوء وجه الأرض قبل طلوع الشمس وكضوء داخل البيت من مقابله الهواء المقابل للشمس فهو الضوء الثاني والثالث وهكذا على اختلاف الوسائط بينه وبين المضئ بالذات ويسمى ظلا أولا وثانيا وهكذا يتقدم الظل على الضوء بمرتبه إلى أن ينتهى الضوء بالكلية وينعدم فيسمى ظلمه وهو عدمي لأنا إذا أغمضنا العين كان حالنا كما فتحناها في الظلمة لا ندرك شيئا فوجب ان لا يكون كيفية من الجسم المظلم ولانا لو قدرنا خلو
(٩٥)