أقول لكن الاشكال باق بان المدرك والمحسوس لا بد وأن يكون أمرا موجودا عند المدرك حاله ادراكه والموجود عند الجوهر الحاس لا بد وأن يكون ملاصقا له وهيئة الصوت وشكل التموج (1) وان كانا موجودين عند السامعة لكن صفتي القرب والبعد غير موجودتين عندها.
والتحقيق ان يقال إن تعلق النفس بالبدن يوجب تعلقها بما اتصل به كالهواء المجاور بحيث كأنهما شئ واحد تعلقت به النفس تعلقا ولو بالعرض فكلما حدث فيه شئ مما يمكن للنفس ادراكه بشئ من الحواس من الهيئات ومقادير الابعاد بينها والجهة التي لها وغيرها فأدركت النفس له كما هو عليه فصل [3] في سبب ثقل الصوت وحدته ومعنى الصداء والطنين والحرف سبب الحدة صلابة المقروع وملاسته في بعض الأجسام وقصره وشده انحرافه في بعضها وضيق منفذ الهواء وقربه من المنفخ في بعضها فيحدث عن هذه الأسباب هيئة يتأدى إلى السمع على هذه الصورة وهي الزيرية وسبب الثقل اضداد هذه الأسباب وهي البمية وكلتاهما محتمله للزيادة والنقصان فان زادت الأسباب زادت المسببات على نسبتها وبالعكس.
واما الصداء فحصوله لان الهواء إذا تموج وقاوم ذلك التموج جسم صليب كجبل أو جدار بحيث لا ينفذ فيه الهواء المتموج بل يرد وينصرف إلى جانب الخلاف ويكون