آخر الكلام في هذا القسم من الكيفيات القسم الرابع في الكيفيات المختصة بالكميات وفيه ثلث مقالات وقبل الشروع فيها نورد بحثين الأول في معرفه حقيقة هذا النوع وهي انه كيفية تعرض أولا للكمية وبواسطتها للجسم.
فان قلت الخلقة عبارة عن مجموع اللون والشكل وهي تعرض أولا للجسم الطبيعي فإنه ما لم يكن جسم طبيعي لم يكن هناك خلقه قيل الأمور العارضة لكمية منها ما هي عارضه لها بما هي هي ومنها ما هي عارضه بما هي كمية لشئ مخصوص كالفطوسة وهي التقعير العارض لمقدار جسم مخصوص هو الانف وفي كلا القسمين يكون العارض من عوارض الكمية عند كثير من العلماء.
واما انا فأقول اما الكيفيات النفسانية فمعلوم انها ليست من عوارض الكم واما الاستعدادية واللا استعدادية فليست حاملها العمق وبتوسطه الجسم بل يحملها المادة المنفعلة بتوسط صوره توجبها واما المحسوسة فهي أيضا مما يوجبها انفعالات الجسم المادي بما هو مادي منفعل فلا بد ان يكون المختصة بالكميات مما ليس فيه انفعال أصلا.
فيرد الاشكال علينا في أمرين أحدهما الخلقة انها من أي الكيفيات فأقول الخلقة يشبه ان يكون وحدتها غير حقيقية لأنها ملتئمة من أمرين من الشكل وهو من الكيفية المختصة بالمقدار ومن اللون وهو من الكيفية المحسوسة وثانيهما اللون فان حامله هو السطح كما عرفت فان الجسم بنفسه غير ملون بل معنى كونه ملونا ان سطحه ملون فاذن يتوجه هيهنا ان يكون اللون وكذا الضوء داخلين في هذا النوع لان حاملهما الأول هو السطح مع أنهما داخلان تحت النوع المسمى بالانفعاليات والانفعالات فيكون الحقيقة الواحدة داخله تحت