تسميه بالجوهر منها اما من جهة الاستغناء والحاجة فلان الكلى محتاج إلى الشخص إذ لولا الشخص لما كان للكلي وجود بخلاف العكس إذ لو احتاج الشخص إلى الكلى في الوجود لاحتاج الشخص إلى شخص آخر يكون معه ليكون الكلى مقولا عليهما وليس كذلك كما بين سابقا واما من جهة الوجود لا في موضوع فالأشخاص قد حصل لها ذلك الوجود والكليات لم يحصل لها ذلك بعد لان الكلية من الأمور النسبية فيحتاج الكليات إلى ما يضاف هي إليه بالكلية واما من حيث الفضيلة فالقصد من الطبيعة في الايجاد والتكوين متوجه إلى صيرورة النوع شخصا ليمكن ان يحصل في الأعيان.
واعلم أنهم إذا قالوا إن الجواهر المحسوسة أولى بالجوهرية من المعقولة لم يعنوا بالمعقولة الا ذهنيات الأمور المحسوسة ومهياتها الكلية لا الذوات العقلية والمفارقات الشخصية فإنها أولى بالجوهرية والوجود من الكل لأنها أسبق السوابق الجوهرية وأقواها في الوجود لكونها أسبابا فعاله لوجود غيرها من الشخصيات والنوعيات وقياس الأنواع إلى الأجناس في الأولية والأولوية كقياس الاشخاص إلى الأنواع فان الطبيعة النوعية أقرب إلى التحصيل وأكمل في الوجود وأتم في جواب السائل عن مهية الشئ من الطبيعة الجنسية واما الفصول المنطقية أعني المشتقات فهي جواهر لكونها محموله على الجوهر حمل على واما البسيطة فهي أيضا جواهر لأنها مقومات للأنواع الجوهرية والمقوم للجوهر جوهر هذا ما ذكره القوم.
وفيه ما لا يخفى من المساهلة تعرف بتذكر ما أسلفناه في كيفية حال الفصول البسيطة في باب الجوهرية وأيضا لو كان حمل الشئ على الجوهر مقتضيا لجوهرية ذلك الشئ لكان الأبيض جوهرا مع أنه عرض.
أبحاث وأجوبة ان لشيخ اتباع الاشراقيين وجوها من الاعتراض على الحكماء أصحاب المعلم الأول.
أحدها انه ألستم قلتم ان الجوهر جنس والجنس لا يقع على ما تحته