فلو قال أحد ان الإضافة أيضا شئ معقولة مهيته بالقياس إلى الغير فوجب ان لا تجعل مقولة.
قلنا إن الشيئية المحمولة على المضاف الحقيقي أعني المقولة أو نوع منها لا تخصص لها الا بكونها مضافا.
واما الشيئية التي تحمل على المعنى الاخر فإنه ليس تخصصها بكونها مضافا بل بأمر آخر وهو كونه انسانا أو دارا أو شيئا آخر ثم يلحقه بعد ذلك التخصيص بالإضافة فالأب في غير المقولة جوهر يلحقه الأبوة والأب الذي هو من المقولة شئ هو بعينه الأبوة والعرضي بهذا المعنى عين العرض كما أن الناطق أيضا شئ هو نفس الصورة الجوهرية فصل [5] في أن الإضافة هل تكون موجودة في الخارج أم لا واعلم أن كثيرا من الأشياء ما هي موجودة لا بوجود مستقل كمفهوم العرض ومهية الجنس والفصل في البسيط (1) فان أمثال هذه الأشياء لا يوجد بوجودات مستقلة ومن هذا القبيل الإضافات والنسب فان وجود الإضافة ليس بخارج عن وجود الجوهر والكم والكيف وغيرها بل وجودها وجود أحد هذه الأشياء بحيث يعقل منهما معنى غير مهياتها معقولا ذلك المعنى بالقياس إلى غيره فالسقف مثلا له وجود وضعي إذا عقل معه الإضافة إلى الحائط وكذا السماء لها وجود واحد وضعي يعقل منه مهية السماء وهي جوهر ويعقل معها معنى آخر خارج عن مهيتها وهو معنى الفوقية ومعنى كون الشئ موجودا ان حده ومعناه يصدق على شئ موجود في الخارج