لذلك حركه الفلك في زمان وان لم يكن لها مقاوم ولا عائق نعم قوام المسافة يوجب طول الزمان لا أصله فإذا ثبت ذلك فالحركات الثلاثة متفقه في أصل الزمان الذي بإزاء أصل حركه وهو حاصل للحركة التي في الخلا واما الذي بإزاء المقاومة فلا شك انه يقصر لقلة المقاومة ويطول بكثرتها فالساعة الواحدة في مقابله أصل حركه وباقي الساعات بإزاء المقاومة كالتسعة مثلا فاذن إذا كانت مقاومة أخرى عشر تلك المقاومة كانت تلك حركه تستحق ساعة واحده لأجل ذاتها وعشر تسعه ساعات أعني تسعه أعشار ساعة لأجل ما فيها من المقاومة والمجموع ساعة وتسعة أعشار ساعة فلا يلزم من هذا تساوى زمان ذي المعاوق وعديمه وهذا الشك مما أورده صاحب المعتبر واستحسنه الإمام الرازي وستعلم وجه اندفاعه في بحث الميل.
حجه أخرى سيأتي في مباحث حركه ان الحجر إذا رمى قسرا إلى فوق فهو انما يتحرك لان المحرك افاده قوة تحركه إلى فوق وتلك القوة انما تبطل لمصادمات الهواء فلو لم يكن في المسافة هواء بل خلا صرف فلا مصادمة ولا تضعف فلا رجوع للمرمى الا بعد وصوله إلى سطح الفلك ولما لم يكن كذلك علم أن المسافة غير خاليه وهذه ضعيفه لعدم دلالته على وجود الملا في العالم فضلا عن وجوبه ولا يدل على أزيد من وجود الهواء في بعض المسافات التي يرمى فيها الحجر مع جواز ان يكون في خللها خلا كثير وبعد ما ينتهى حركتها إلى السماء أيضا خلا صرف فصل [15] في ذكر امارات استبصارية تدل على بطلان الخلا الأول ان الاناء الضيق الرأس المملو من الماء إذا كان في أسفله ثقبه ضيقه ينزل الماء منها إذا فتح رأسه ولم ينزل إذا سد فعلم أن عدم نزول الماء مع ثقله الطبيعي لضرورة امتناع الخلا واما النقض بنزول الزيبق وبنزول الماء عند اتساع الثقبة وبعدم نزوله أيضا إذا كان نصف الاناء فيه هواء فمندفع بان فرط ثقل الزيبق ربما