فصل [7] في مقولتي ان يفعل وان ينفعل اما الأول فهو كون الجوهر بحيث يحصل منه اثر في غيره غير قار الذات ما دام السلوك في هذا التأثير التجددي كالتسخين ما دام يسخن والتبريد ما دام يبرد.
واما الثاني فهو كون الجوهر بحيث يتأثر عن غيره تأثيرا غير قار الذات ما دام كونه كذلك مثل التسخن والتسود.
فإذا فرغ الفاعل من فعله أو المنفعل من انفعاله وبالجملة عن النسبة التي بينهما من تجدد التأثير والتأثر لا يقال إن هذا محرك وذاك متحرك وينتهي التسخن إلى السخونة القارة والتسود إلى السواد القار فالتعبير عنهما بان يفعل دون الفعل وبان ينفعل دون الانفعال لأجل ان الفعل والانفعال قد يقالان للايجاد بلا حركه وللقبول بلا تجدد ككون الباري فاعلا للعالم وكون العالم منفعلا عنه وليس في ذلك حركه لا في جانب الفاعل ولا في جانب القابل (1) بل وجود يستتبع وجودا ويعرض لهما اضافه فقط فالفاعل والمنفعل بذلك المعنى إضافتان فقط بخلاف هذين المعنيين الواقعين تحت الزمان.
واما الحالة التي تقع للفاعل المتجدد عند انقطاع تحريكه وللمنفعل عند انقطاع تحركه كالقطع في نهاية حركه واحتراق الثوب بعد استقراره فهل تكونان من هذين البابين أم لا.
فنقول هما من حيث تخصيصهما بأنهما في نهاية الحركتين يصح عدهما من هاتين المقولتين وكذا الحال في جميع ما يقع في حدود حركه وأطرافها الدفعية وإذا لم يعتبر تخصيصهما كذلك فليسا من المقولتين وقد يعرض في هاتين المقولتين