وبعبارة أخرى وجود العرض في نفسه هو وجوده للموضوع ووجود الهيولى (1) في نفسها هو وجود صورتها الموضوعة وبين المعنيين فرقان واضح.
واعلم أن بين العرض والهيولي مشاركه في خسة الوجود وضعف الحقيقة ولكل منهما فضيلة على الاخر ودناءة بوجه آخر اما فضيلة العرض فلكونه متميز الوجود عن وجود الموضوع واما دنائته فلكونه خارجا عن قوام ذات الموضوع ساقطا عن الحصول في تلك المرتبة.
واما فضيلة الهيولى فلكونها داخله في قوام الموضوع واما دنائتها فلكونها مبهمة الذات غير متميزة الوجود.
فصل [3] في رسم الجوهر وهو الموجود لا في موضوع قد مر تحقيق معناه في مباحث الوجود بوجه لا انتفاض لطرده بالواجب تعالى ولا لعكسه بالصور المعقولة للذهن عند من ذهب إلى أنها قائمه بالذهن على وجه الحلول.
واما على ما ذهبنا إليه من أن الصور الجوهرية الخيالية غير مرتسمة في الخيال ولا العقلية مرتسمة في العقل بل العاقل يتحد بالمعقول والنفس الخيالية والحسية يتحد بصورها الخيالية والحسية فلا اشكال.
واعلم أن لنا منهجا آخر في دفع الاشكال بالصور الجوهرية الثابتة في الذهن وهو ان عنوانات الأشياء التي تحصل بأنفسها في الذهن لا يلزم ان يكون كل منها فردا لنفسه فالذي في الذهن من الجوهر هو مفهوم قولنا الموجود لا في الموضوع وكذا الحاصل فيه من الحيوان هو مفهوم قولنا جوهر قابل للابعاد نام حساس ولا يلزم ان يكون مفهوم الجوهر فردا لنفسه ولا أيضا معنى الحيوان فردا