عدمه فعند انسداد الباب عن الإفاضة ينعدم الشعاع عن البيت دفعه ولا فرق في ذلك بين كونه عرضا أو جوهرا والسر فيهما جميعا ان النور مطلقا ليس حصوله من جهة انفعال المادة وشركه الهيولى كسائر الجواهر والاعراض الانفعاليات ولذلك لا ينعدم شئ منها دفعه لو فرض حجاب بينها وبين مبدئه الفاعلي الا بعد زمان وعقيب استحالة.
واما الذي ذكروه ثالثا فجوابه ان المغايرة في المفهوم لا تنافى الاتحاد والعينية في الوجود كنفس الوجود فان مفهومه غير مفهوم الجسم ولكن وجود الجسم حين جسميته فما ذكروه مغالطة من باب الاشتباه بين مفهوم الشئ وحقيقته والا لانتقض الدليل بالوجود لجريانه فيه بان يقال المفهوم من الموجودية غير المفهوم من الجسمية ولذلك يعقل جسم معدوم ولا يعقل وجود معدوم.
والحل فيهما جميعا ان مفهوم النور والوجود غير مفهوم الجسم لكن المفهومات المختلفة قد تكون في الأعيان ذاتا واحده من غير تعدد في وجودها واما المذكور رابعا فلان مبناه أيضا على الانفصال والقطع للمسافة لا على مجرد الجوهرية والجسمية فصل [25] في حقيقة النور وأقسامه النور غنى عن التعريف كسائر المحسوسات وتعريفه بأنه كيفية هي كمال أول للشفاف من حيث إنه شفاف أو بأنه كيفية لا يتوقف الابصار بها على الابصار بشئ آخر تعريف بما هو اخفى وكان المراد به التنبيه على بعض خواصه والمعترفون بأنه كيفية اختلفوا.
فمنهم من ذهب إلى أنه عبارة عن ظهور اللون فقط (1) وقالوا ان الظهور المطلق هو الضوء والخفاء المطلق هو الظلمة والمتوسط بينهما الظل ويختلف مراتبه بمراتب