التضاد والاشتداد.
واما التضاد فالتبييض ضد التسويد والتسخين ضد التبريد كما أن البياض ضد السواد والسخونة ضد البرودة.
واما الاشتداد فان من الاسوداد الذي هو في السلوك إلى غاية ما هو أقرب إلى الاسوداد الذي هو في الغاية من اسوداد آخر وكذلك قد يكون بعض التسويد أسرع وصولا إلى الغاية من بعض آخر منهما وهذا الاشتداد والتناقص غير الشدة والنقص اللذين في الكيف كالسواد فإنهما ليسا بالقياس إلى السواد نفسه بل بالقياس إلى الاسوداد الذي هو عبارة عن حركه إلى السواد فان السلوك إلى السواد غير السواد هذا ما قيل.
واعلم أن وجود كل منهما في الخارج ليس عبارة عن نفس السلوك إلى مرتبه فإنه بعينه معنى حركه ولا أيضا وجود كل منهما وجود المقولة التي يقع بها التحريك والتحرك كالكيف مثل السواد والكم مثل مقدار الجسم النامي أو الوضع كالجلوس والانتصاب ولا غير ذلك بل وجودهما عبارة عن وجود شئ من هذه المقولات ما دام يؤثر أو يتأثر فوجود السواد أو السخونة مثلا من حيث إنه سواد من باب مقولة الكيف ووجود كل منهما من حيث كونه تدريجيا يحصل منه تدريجي آخر أو يحصل من تدريجي آخر هو من مقولة ان يفعل أو ان ينفعل.
واما نفس سلوكه التدريجي أي خروجه من القوة إلى الفعل سواء كان في جانب الفاعل أو في جانب المنفعل فهو عين حركه لا غير فقد ثبت نحو وجودهما في الخارج وعرضيتهما فصل [8] في دفع ما أورد على موجوديتهما قال صاحب المباحث في هذا المقام عندي ان تأثير الشئ في الشئ يستحيل ان