نفى الشيخ ذلك وقال لا يمكن ان يكون الظلمة شرطا لوجود اللوامع مبصرة وذلك لان المضئ مرئي سواء كان الرائي في الظلمة أو في الضوء كالنار نراها سواء كانت في الضوء أو في الظلمة واما الشمس فإنما لا يمكننا ان نراها في الظلمة لأنها متى طلعت لم تبق الظلمة واما الكواكب واللوامع فإنما ترى في الظلمة دون النهار لان ضوء الشمس غالب على ضوئها وإذا انفعل الحس عن الضوء القوى لا جرم لا ينفعل عن الضعيف واما في الليل فليس هناك ضوء غالب على ضوئها فلا جرم ترى.
وبالجملة فصيرورتها غير مرئية ليس لتوقف ذلك على الظلمة بل لما ذكر فظهر ان الظلمة ليست من شرائط هذا الباب الباب الرابع في الكيفيات المسموعة وفيه فصول فصل [1] في علة حدوث الصوت علته القريبة تموج (1) الهواء وسبب التموج امساس عنيف أو تفريق عنيف كقرع النقارة وقلع الكرباس فيحصل من كلا الامرين تموج من جهة انقلاب الهواء من القارع أو انبساطه من القالع إلى الجانبين بعنف شديد فيلزم المتباعد من الهواء ان ينقاد للشكل والموج الواقعين في المتقارب وهكذا يحدث انصدام بعد انصدام مع سكون قبل سكون إلى أن ينتهى ذلك إلى الهواء الذي عند الصماخ وليس الصوت نفس التموج كما ظنه بعض