فصل [6] في نحو وجود المضاف في الخارج واعلم أن في خصوصية وجود المضاف في الخارج وتعينها اشكالا من وجوه منها ان الإضافة لو كانت موجودة لكانت مشاركه لسائر الموجودات في الوجود ومتمايزة عنها بخصوصية وما لم يقيد الوجود بتلك الخصوصية لم يوجد الإضافة في الأعيان فيكون ذلك القيد سابقا على وجود الإضافة لكن التقيد هو نفس الإضافة فإذا لم يوجد الإضافة الا بوجود اضافه قبلها وهكذا الكلام في وجود الإضافة السابقة فيكون تحقق الإضافة الواحدة مشروطا بإضافات غير متناهية من أمثالها.
ومنها ان الوجود من حيث هو وجود اما ان يكون مضافا أو لا يكون مضافا فإن كان مضافا فكل وجود مضاف وليس كذلك وان لم يكن مضافا فالإضافة لو كانت موجودة فهي لا تكون مضافة من حيث إنها تكون موجودة فالموجود من حيث هو موجود غير مضاف والمضاف من حيث هو مضاف غير موجود وهو المطلوب.
ومنها انه لو كانت الإضافة أمرا وجوديا لزم ان يكون الباري جل مجده محلا للحوادث لان له مع كل حادث اضافه بأنه موجود معه وتلك المعية (1) ما كانت حاصله قبل ذلك ويزول بعد زوال ذلك الحادث فيجب ان يكون الباري محلا للحوادث فيكون جسما أو جسمانيا تعالى عنه علوا كبيرا.
وتحقيق القول في وجود المضاف بحيث يدفع هذه الشكوك وأشباهها هو ان وجود الإضافة ليس وجودا مباينا لوجود سائر الأشياء بل كون الشئ سواء كان في نفسه جوهرا أو عرضا بحيث إذا عقل عقل معه شئ آخر هو نحو وجود الإضافة