فصل [4] في تقسيم الحروف إلى صامت ومصوت والى آني وزماني الحركات الثلاث تعد عندهم في الحروف ويسمى المصوتة المقصورة والألف والواو والياء إذا كانت ساكنه متولدة من حركات تجانسها أعني الألف من الفتحة والواو من الضمة والياء من الكسرة يسمى المصوتة الممدودة وهي المسماة في العربية بحروف المد واللين لأنها كانت مدات للحركات وما سوى المصوتة يسمى صامتة ويندرج فيها الواو والياء المتحركتان أو الساكنتان إذا لم يكن قبل الواو ضمه وقبل الياء كسره.
وليست الألف الا مصوتا واطلاقها على الهمزة بالاشتراك الأسمى وليس المراد بالحركة والسكون هيهنا ما هي من خواص الأجسام بل حركه عبارة عن كيفية حاصله في الحرف الصامت من آماله مخرجه إلى مخرج إحدى المدات فإلى الألف فتحه والى الواو ضمه والى الياء كسره ولا خلاف في امتناع الابتداء بالمصوت.
انما الخلاف في أن ذلك بسكونه حتى يمتنع الابتداء بالساكن الصامت أيضا أو لذاته لكونه عبارة عن مده متولدة من اشباع حركه تجانسها فلا يتصور الا حيث قبلها صامت متحرك وهذا هو الحق لان كل سليم الحس يجد من نفسه امكان الابتداء بالساكن وإن كان مرفوضا في لغة العرب وينقسم الحرف باعتبار آخر إلى آني وزماني لأنه ان أمكن تمديده كالفاء فزماني وان لم يكن كالطاء فاتى.
وانما يوجد في أول زمان ارسال النفس كما في طلع أو في آخر زمانه كما في غلط وما وقع في وسط الكلمة يحتمل الامرين وعروض الآني الصوت يكون بمعنى انه طرف له كالنقطة للخط ومن الآني ما يشبه الزماني كالحاء والخاء ونحوهما مما لا يمكن تمديده لكن يجتمع عند التلفظ بواحد منها افراد متماثلة ولا يشعر الحس باعتبار زمان بعضها عن البعض فيظن حرفا واحدا.