الأوضاع المختلفة.
والجواب اما طوق الحمامة فليس المرئي منه شيئا واحدا بل هناك أطراف الريش ذوات جهات ولكل جهة لها لون يستر لون الجهة الأخرى بالقياس إلى القائم الناظر فللوضع مدخل في الرؤية لاشتراط المقابلة فيها لان المرئي هو الوضع وليس الأجناس مجرد انفعال الحواس عن محسوساتها وليس صدق اختلاف الاحساسات لانفعالات المنفعلات.
واعلم أن جماعه زعموا ان الكيفيات نفس الأمزجة وان المزاج إذا كان على حد ما كان لونا وطعما معينين وإذا كان على حد آخر وبحال آخر كان لونا وطعما آخر وليس سائر الكيفيات التي تجرى مجراهما شيئا والمزاج شيئا آخر بل كل منها مزاج مخصوص يفعل في اللامسة شيئا وفي الباصرة شيئا آخر والذي يدل على بطلانه ان جميع الأمزجة على حدودها الواقعة بين الغايات ملموسة ولا شئ من الألوان ملموسا فليس شئ من المزاج لونا.
وأيضا فهذه الكيفيات يوجد فيها غايات في التضاد والأمزجة متوسطة ليست بغاية فهي أمور غير الأمزجة الباب الثاني في الكيفيات الملموسة وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة واللطافة والكثافة واللزوجة والهشاشة والجفاف والبله والثقل والخفة وقد ادخل في هذا الباب الخشونة والملامسة والصلابة واللين فلنذكر كلا منها في هذا الباب وفيه فصول فصل [17] في حد الحرارة والبرودة قال الشيخ في الشفاء الحرارة كيفية تفرق بين المجتمعات وتجمع بين المتشاكلات