الخط الواحد من انعطاف مخصوص إلى انعطاف آخر مع بقائه في الحالين فكان ذلك الانعطاف المخصوص من لوازم مهية النوعية فما قاله المهندسون ان وتر الزاوية القائمة من كل دائرة هو ربع الدور ومقداره تسعون درجه وكذا مقدار نصفه دائما خمس وأربعون درجه وهو وتر نصف القائمة من القسي ليس مما يوجب ان يكون أرباع الدوائر المختلفة بالعظم والصغر متساوية بل يلزم أن تكون متشابهه لاتحادها في الزاوية التي هي أوتارها أو في النسبة إلى كل الدور فالاتحاد بين تلك القسي ليس في المهية ولوازمها بل في امر خارج فهي ليست متماثلة بل متشابهه أو متناسبة وكذا الحكم في سائر اجزاء الدوائر المتناسبة من القسي فصل [4] في أن المستقيم والمستدير ليسا متضادين وذلك لوجهين أحدهما ان الموضوع القريب للاستقامة والاستدارة ليس واحدا بالعدد كما عرفت ووحده الموضوع القريب شرط للتضاد بين أمرين والوجه الاخر ان بين المتضادين غاية التخالف فالمستقيم وإن كان في غاية التخالف عن المستدير لكن ليس كل مستدير في غاية التخالف عن المستقيم واحد الشيئين إذا كان ضدا للاخر يكون الاخر ضدا له فلو كان مطلق الاستقامة مضادا لمطلق الاستدارة لكان المستقيم الشخصي يضاده مستدير شخصي واحد فان ضد الواحد بالشخص واحد بالشخص كما أن ضد الواحد بالعموم واحد بالعموم وليس الامر هيهنا كذلك فان كل خط مستقيم مشار إليه أمكن ان يصير وترا لقسي غير متناهية لا تشابه بين اثنين منها وليس فيها ما هو على غاية البعد من المستقيم وضد الواحد لا يكون الا واحدا كما مر فلم يكن شئ منها ضدا له وإذا لم يكن شئ من تلك القسي ضدا للوتر فلم يكن الوتر أيضا ضدا له إذ التضاد من النسب المتكررة في الجانبين فإذا لم يوجد مستدير يكون في غاية الخلاف عن المستقيم لم يثبت بينهما فكذا بين المستديرات
(١٧٠)