الوجود الطبيعي الذي لهذه الأنواع المحصلة الطبيعية.
وتحقيق ذلك المرام من فضل الله علينا وجوده فصل [2] في تعريف العرض هذا المقصد وان خرج من التقسيم الذي وقع لذي المحل مطلقا الا انا نورد هيهنا ما ذكر في تعريف العرض اقتداء بالأقدمين.
فنقول العرض هو الموجود في شئ غير متقوم به لا كجزء منه ولا يصح قوامه دون ما هو فيه فهذه قيود أربعة فقولنا في شئ لاستحالة وجود عرض واحد في شيئين أو ما زاد عليهما.
اما العدد ومعنى الكل والبنية وغيرها فالموضوع في كل منها من حيث كونه موضوعا له امر واحد لعدم اشتراط كون المحل للعرض واحدا حقيقيا بل يكفي جهة وحده بها يكون الموضوع واحدا كالعشرية فان موضوعها مجموع الوحدات التي فيها لا كل واحد والا لكانت العشرة عشرات ومجموع الوحدات امر واحد.
فان قلت ننقل الكلام في كيفية عروض تلك الوحدة لها.
قلنا لا يلزم ان يكون جهة الوحدة نسبتها إلى الموضوع نسبه العرض الخارج بل ربما تكون مقومه لقوام ما اعتبرت هي معه كحال الوجود بالنسبة إلى المهية وخصوصا على ما ذهبنا إليه كما مر ذكره سابقا من أن لكل شئ وحده هي بعينها نحو وجوده الخاص الذي به يتحقق ذلك الشئ وقد سبق أيضا ان الوجود ليس عرضا لما هو موجود به بل الوجود لكل شئ صوره ذاته المحصلة به حقيقته الموجودة وبذلك كان يخرج الجواب عن الشبهة التي أعيت أذهان الفضلاء عن حلها كما علمت.