وعن الثاني وهو قولهم ان المضاف هو الذي وجوده انه مضاف بان التعريف للتنبيه فان معرفه المضاف بسيطا كان أو مركبا فطرية وقد يحتاج إلى تذكير وتنبيه في الفرق بين البسيط والمركب فينسبه بان للمركب جزء من مقولة أخرى كالأب فإنه جوهر في نفسه لحقته الأبوة وكالمساواة فإنه كم لحقه الاتفاق وكالمشابهة فإنه كيف لحقته الموافقة مع مثله وليس الكم الموافق ولا الكيف الموافق بسيطا بل مركبا من حيث هو كذا.
واما الفرق بين الإضافة والنسبة فبأنه ليس كل نسبه اضافه بل إذا اخذت مكررة ومعنى هذا ان يكون النظر لا في نفس النسبة فقط بل بزيادة ان هذه النسبة يلزمها نسبه أخرى فان السقف له نسبه إلى الحائط بأنه يستقر عليه وللحائط أيضا نسبه إليه بأنه مستقر عليه ولهذا قالوا إن النسبة لطرف واحد والإضافة تكون للطرفين.
فإذا علمت رسم المضاف فنقول ان المضافين قد يكون اسم كل منهما دالا بالتضمن على ما له من الإضافة كلفظي الأب والابن وقد يكون أحد المضافين اسمه كذلك دون الاخر وهو على قسمين لأنه اما اسم المضاف أو اسم المضاف إليه.
فالأول كالجناح فإنه مضاف إلى ذي الجناح ولفظه الجناح داله بالتضمن على الإضافة إلى ذي الجناح فاما ذو الجناح فإنه يدل على ما له من الإضافة لفظه ذو.
والثاني كالعالم فإنه المضاف إليه للعلم ولفظه العالم داله بالتضمن على ذلك.
واما العلم وهو المضاف فإنما يدل على ما له من الإضافة حرف يقترن به وهو كاللام في قولك العلم علم للعالم.
فصل [3] في خواص طرفي الإضافة فمنها التكافؤ في تلازم الوجود خارجا وذهنا بالقوة أو بالفعل وفي العدم أيضا كذلك وهذا مما يشكل في باب تقدم بعض اجزاء الزمان على بعض وتأخر الاخر