حساسا بأمور زائدة على نفس وجودها وليس كذلك.
ودفع ما ذكره بان الوجود المطلق الكلى كما مر مرارا امر مشكك عرضي لافراده وليس لحقيقة الوجود طبيعة كليه نوعية أو جنسية مشتركة بين جميع افراد الوجود فصل [2] في تقسيم الأين وهو من طريقين أحدهما ان من الأين ما هو أول حقيقي ومنه ما هو ثان غير حقيقي.
فالأول كون الشئ في مكانه الخاص به الذي لا يسعه فيه غيره معه ككون الماء في الكوز.
والثاني كما يقال فلان في البيت فان البيت يسعه وغيره فليس جميع البيت مشغولا به وحده وابعد منه كونه في الدار وبعده البلد ثم العراق مثلا ثم الإقليم ثم المعمورة ثم عالم العناصر ثم العالم الجسماني باعتبار ان يحويه المحدد للجهات وهذا هو الغاية فان كون الشئ في العالم مطلقا ليس باين أصلا.
الطريق الثاني ان الأين منه جنسي وهو الكون في المكان ومنه نوعي وهو الكون في الهواء أو الماء أو فوق أو تحت ومنه شخصي ككون هذا الشخص في هذا الوقت في مكانه الحقيقي وقد يقال إنه لا بد لكل أين شخص حقيقي من صفه قائمه بالمتمكن هي علة ذلك الأين.
واعترض عليه صاحب المباحث بان هذا باطل لان تلك الصفة اما ان يكون ممكن الحصول في المتمكن عندما لا يكون في مكانه الحقيقي المعين أو لا يكون فان أمكن لم تكن تلك الصفة علة لذلك الكون في المكان المعين والا لزم تخلف المعلول عن علته وان لم يكن فحينئذ يتوقف حصولها في المتمكن على حصوله