وانما الحاجة لها إلى المادة من حيث تشخصها وليست المادة متقومة بها بخصوصها لبقاء المادة دونها فما هو أصل الجوهر وحقيقته فليس وجوده لغيره وما هو لغيره فهو عرض واما الكليات والصور الذهنية فقد مر انها ليست من مقولة الجوهر بل من مقولة الكيف وان كانت حدودها ومعانيها الجوهرية حاصله في العقل والجوهر محمول عليها لا بالحمل الشايع الصناعي فلم ينقدح لشئ من القبيلين عموم هذه الخاصية للجوهر.
لكنا نجيب عن الأول بان الجوهر الصوري وإن كان بحسب المهية مستغنيا عن المادة الا انه لما كانت مهية متحدة مع التشخص في نحو من الوجود اتحادا بالذات صدق ان هذا النوع من الجوهر وجوده الشخصي لغيره.
وعن الثاني أيضا بمثل ما ذكرناه فان مهية الانسان واقع تحت مقولة الجوهر بالذات فيكون جوهرا لكن يصدق عليها انها مما يوجد مفتقرا إلى موضوع عقلي قائما به فتكون عند وجودها الذهني موجودة لغيرها فهذه الخاصية ليست ثابته لمقولة الجوهر في جميع افرادها الشخصية التي يحمل عليها معنى الجوهرية أو يشمل في ذواتها عليه.
ومن خاصية الجوهر ان الواحد العددي منه يقبل صفات متقابلة كالسواد والبياض للجسم والرجاء والخوف في النفس.
فان قلت الظن الواحد قد يكون صادقا وقد يكون كاذبا وهو نوع من العلم القائم بالنفس والعلم الحصولي عرض فالكيف أيضا اشترك مع الجوهر في هذا الوصف.
قلت المراد تبدل تلك الصفات المتضادة في أنفسها لا بحسب نسبتها إلى امر خارج والصدق والكذب من الأمور النسبية فالظن الصادق إذا كذب كان لتغير الامر الخارج عنه فالصورة العقلية بحالها عندما كذبت نسبتها إلى الواقع بعد الصدق