فنقول ان بعض الصفات وان احتاجت إلى مؤثر لكن لا يحتاج إلى مؤثر جديد غير جاعل موصوفاتها فان الجعل كما لا يتخلل بين الذات والذاتيات فلا يتخلل أيضا بين وجود الملزوم ووجود لازمه فان الجاعل كما لا يجعل النار جوهرا بعد جعلها موجودة فكذلك لا يجعلها حاره بعد جعلها موجودة بل جعل وجودها بعينه جعل حرارتها على وجه التبعية مع أن وجود الحرارة غير وجود النارية لان النار جوهر والحرارة عرض فكذا الحال فيما نحن فيه.
فنقول التأثير التجددي وإن كان أمرا موجودا في الخارج لكن من لوازم هويه بعض افراد المقولات فالحرارة المسخنة مثلا قد لا يكون كونها مسخنة أمرا زائدا على وجود ذاتها الشخصية وإن كان زائدا على مهيتها ثم على تقدير زيادتها على ذاتها الشخصية قد لا يكون مفتقرا إلى جاعل آخر غير جاعل الذات بل ولا إلى جعل آخر غير جعل الذات لكونه من لوازم تلك الهوية الوجودية ولازم الهوية كلازم المهية غير مفتقر إلى جعل مستأنف غير جعل تلك الهوية فثبت ان كون التأثير التجددي موجودا زائدا على ذات المؤثر ليس مما يحتاج إلى تأثير آخر ولا إلى مؤثر آخر.
وكذا قوله فيكون تأثير المؤثر في ذلك التأثير زائدا عليه غير مسلم إذ لا يلزم من كون التأثير التجددي الذي هو من مقولة ان يفعل أمرا زائدا على ذات المؤثر ان يكون التأثير الابداعي أمرا زائدا على ذات الفاعل في الخارج بل هو بعينه اضافه الفاعلية والابداع ووجود الإضافات قد علمت أنها غير مستقلة في الخارج الفن الرابع في البحث عن احكام الجواهر وأقسامها الأولية فإنها من عوارض الموجود بما هو موجود فحري بها ان يذكر في العلم الكلى الباحث عن عوارض الموجود من غير نظر إلى خصوصيات الأشياء وفيها مقدمه ومطالب