وتنقسم باعتبارها وهذا معنى ما قيل إنها منوعات أطلق عليها اسم الأنواع وذلك كما يطلق الصحة على اعتدال المزاج أو المزاج المعتدل فيقال مزاج صحيح مع أن المزاج من الكيفيات المحسوسة فصل [10] في الواسطة بين الصحة والمرض ثم وقع الاختلاف بينهم في ثبوت الواسطة بين الصحة والمرض وليس الخلاف في ثبوت حاله لا يصدق عليها الصحة ولا المرض كالعلم والقدرة والحياة إلى غير ذلك مما لا يحصى بل في ثبوت حاله وصفه لا يصدق معها على البدن انه صحيح أو مريض بل يصدق انه ليس بصحيح ولا مريض فاثبتها جالينوس كما للناقهين والمشائخ والأطفال ومن ببعض أعضائه آفة دون البعض.
ورد عليه الشيخ ان الذي رأى أن بين الصحة والمرض وسطا هو حال لا صحته ولا مرضه فإنما ظن ذلك لأنه نسي الشرائط التي ينبغي ان تراعى في حال ما له وسط وما ليس له وسط وتلك الشرائط ان يفرض الموضوع واحد بعينه في زمان واحد بعينه وأن يكون الجزء واحدا بعينه والجهة والاعتبار واحده بعينها فإذا فرض كذلك وجاز ان يخلو الموضوع عن الامرين كان هناك واسطه فان فرض انسان واحد واعتبر منه عضو واحد أو أعضاء معينه في زمان واحد وجاز ان يكون معتدل المزاج سوى التركيب أو لا يكون معتدل المزاج سوى التركيب بحيث يصدر عنه جميع الأفعال التي يتم بذلك العضو والأعضاء سليمه وان لا يكون كذلك فهناك واسطه وإن كان لا بد من أن يكون معتدل المزاج سوى التركيب أو لا يكون معتدل المزاج سوى التركيب اما لأنه أحدهما دون الاخر أو لأنه ليس ولا واحد بينهما واسطه انتهى كلامه وهو قد اعتبر في المرض ان لا يكون جميع أفعال العضو سليمه اما لكونه عبارة عن عدم الصحة التي هي مبدء سلامه جميع الأفعال أو عن هيئة لها يكون شئ من الافعال