هناك سوى الجوهرين جوهر ثالث كما ذكره.
وبالجملة الجوهرية لا ينقل من العلة إلى المعلول لأنها مفهوم واحد لا تفاضل فيه ولا تعدد من حيث المعنى والمفهوم.
واما الوجود فالحق فيه كما سبق انه بنفس حقيقته وذاته يكون متقدما ومتأخرا وجاعلا ومجعولا وتعدده وتكثره ليس من نحو تكثر مفهوم واحد كلي نوعي أو جنسي لان تعدد المعاني والمهيات انما يكون بالوجود وتعدد الوجود بنفسه كما تعرفه الراسخون في العلم وحرمت هذه المعرفة على غيرهم وما يقع منه في الذهن ويعرضه العموم والكلية ليس حقيقة الوجود بل وجها من وجوهها وحكاية عنها وهو المفهوم العام المصدري.
والحاصل ان جوهرية العلة والجزء لجوهرية المعلول والمركب في أنها جوهرية وهي أقدم وأفضل في أنها موجود من جوهرية المعلول والمركب وملاك التقدم والفضيلة في الوجود نفس الوجود كما مر فالجسمية أقدم بالوجود من الحيوانية لا في الجوهرية وكذا الحيوان أولى وأقدم وجودا من الانسانية لا بالجسمية والجوهرية فكما انه لحقت الجسمية بالانسان بتوسط الحيوان في كونها موجودة لا في كونها جسمية فكذلك لحقت الجوهرية بالحيوان بتوسط الجسمية في كونها موجودة لا في كون الجوهرية جوهرية وكذا لولا جوهرية الجزئين موجودة ما كان مجموعهما جوهرا موجودا لا انه لولا جوهرية الجزئين جوهرية ما كان مجموعهما جوهرا لان الجوهرية للمجموع كالجوهرية للجزئين من غير تفاوت وليست إحديهما مستفادة من الأخرى فلا وجه للتفريع الذي ذكره من قوله فيكون الجوهرية بالجسم أولى منه بالمجموع.
واما الجواب عن البحث الرابع فنقول ان من قال بنفي العلية والمعلولية والتقدم والتأخر في المهيات الجوهرية بل في المهيات مطلقا هم الحكماء المشائون ومن مذهبهم ان للوجود صوره في الأعيان بل الصورة العينية لكل شئ ليست الا