بالتشكيك فان قلتم ليست الأولوية في الجوهرية بل في معنى آخر فبطل قولكم ان الجواهر الشخصية أولى بالجوهرية من الأنواع والأنواع من الأجناس بل كان يجب ان يقولوا بعضها أولى بالوجود من بعض أو أولى بالاستغناء عن الموضوع من بعض لا بالجوهرية.
وثانيها انه لا يصح أيضا ان يقال إن الاشخاص أولى بالوجود العيني من النوع والجنس لأنهما كليان والكلي لا وجود له من حيث كونه كليا فلا وجود لها من حيث الجنسية والنوعية ليكون حمل الموجود العيني عليهما بالتفاوت.
اللهم الا ان يراد بالكلي الطبيعة من حيث هي فحسب سواء كانت في الأعيان أو في الذهن وحينئذ لا يكون الشخص أولى بالجوهرية من النوع أيضا فان الشخص زاد على الطبيعة النوعية باعراض زائدة وجوهرية زيد انما هي باعتبار انسانيته لا باعتبار سواده وبياضه فلا معنى أصلا لهذه الأولوية في الجوهرية.
وثالثها ان من قال إن الجوهرية يقع بالتشكيك له ان يقول إن البسيط أولى بالجوهرية من المركب كالجسم مثلا فإنه مركب من جوهرين هما الهيولى والصورة والمجموع هويته تحصل من الاجزاء فلو لا جوهرية اجزائه ما كان المجموع جوهرا فكما انه لحقت الجسمية بالانسان بتوسط الحيوان فكذلك لحقت الجوهرية بالمجموع الذي هو الجسم بتوسط جزئيه وكما أنه لولا جسمية الحيوان ما كان الانسان جسما فكذلك لولا جوهرية الجزئين ما كان مجموعهما جوهرا.
ثم إذا كانت الجسمية لاحقه بالانسان بتوسط الحيوان والجوهرية أيضا لحقت بالحيوان بواسطة الجسمية والنفسية فيكون الجوهرية بالجسم أولى منه بالمجموع.
ورابعها ان الوجود عند من لا صوره له في الأعيان لا يصلح للعلية والمعلولية فالعلل والمعلولات الجوهرية لا يتقدم بعضها عن بعض بالوجود لأنه وصف اعتباري عنده لا وقوع له في الأعيان فلا يبقى التقدم في الجواهر العلية والمعلولية الا بالذات والحقيقة.