أقول: نختار الشق الأول وهو أنه يؤثر الصدق على الكذب بمرجح، غير أن ذلك المرجح لا يوجب خروج الموضوع عن محط البحث، لأن هذا المرجح هو مطابقة للفطرة واستجابته لنداء الوجدان، فهذا هو الذي يدفعه إلى إيثار الصدق على الكذب. لا أن المرجح هو تأمين الصدق للغرض حتى يقال إن حسن الفعل المؤمن للغرض خارج عن محط البحث.
إلى هنا تمت أدلة القائلين والمنكرين، فتبين الحق بأجلى مظاهره، والحق أحق أن يتبع.