الفصل الثاني الآراء والنظريات المطروحة إن الإحاطة بالأقوال والنظريات المطروحة في التحسين والتقبيح العقليين، كفيلة بإعطاء صورة واضحة عن الحقيقة، ولذلك عد بعض المفكرين الإحاطة بالأقوال والنظريات خطوة كبيرة في سبيل نيل المعرفة، وإليك النظريات المطروحة حول القاعدة:
1. التحسين والتقبيح الذاتيان إن القائلين بذاتية التحسين والتقبيح، يفسرونها: بأن الفعل الصادر من الفاعل المختار، سواء أكان واجبا أو ممكنا، إذا نظر إليه العقل وتجرد عن كل شئ يستقل إما بحسنه وأنه يجب أن يفعل، أو بقبحه وأنه يجب أن يترك، بغض النظر عما يترتب عليه من المصالح والمفاسد، أو بغض النظر عن موافقته لغرض الفاعل أو مخالفته، فإن كل هذه الضمائم مما لا حاجة إليها في قضاء العقل بالحسن والقبح، فكأن نفس الفعل علة تامة - عند اللحاظ - لحكم العقل بالحسن أو القبح.
نعم استيعاب حكمه لكافة الأفعال الصادرة من الفاعل المختار أو عدمه، بحث آخر لا نتطرق إليه.
وإنما المطروح في المقام هو إثبات القاعدة على نحو الموجبة الجزئية.