المذاهب الأخلاقية - 7 - مذهب القوة الإنسان الكامل في منهج فريدرش نيتشه (1844 - 1900 م) هو الإنسان المقتدر القاهر الغالب، ولعله تبع في مذهبه ما نقل عن سوفسطائية اليونان حيث كانوا يفسرون الحق بالقوة، فالقدرة والغلبة آية الحق، والضعف والانهزام آية الباطل، وهؤلاء لم يكونوا يتصورون للعدل والظلم مفهوما غير هذا، فمنطق القوة هو العدل، ومنطق الضعف هو منطق الباطل، ولهذا كانوا يدعون الناس إلى اكتساب القوة والقدرة.
وقد كان هذا المذهب مطموس الذكر حتى جاء " نيتشه " فأحياه وراح ينكر الحسن والقبح بتاتا، إلا حسن شئ واحد وهو القوة والقدرة، وكان يدعي أن الدين من مخترعات الضعفاء اخترعوه للحد من نفوذ الأقوياء، فاخترعوا مفاهيم الجود والرحمة والمروءة والإنسانية والعدالة كي يعيشوا تحت ظل هذه المفاهيم ويرققوا قلوب الأقوياء، وادعاؤه هذا على طرف النقيض مما يدعيه " كارل ماركس " إذ كان يدعي أن الدين من صنع الأقوياء لاستغلال الضعفاء.
يقول نيتشه: ما الخير؟ كل ما يعلو في الإنسان بشعور القوة، وإرادة القوة، والقوة نفسها.
ما الشر؟ كل ما يصدر عن الضعيف.
ما السعادة؟ الشعور بأن القوة تنمو وتزيد، وبأن مقاومة ما، قد قضي عليها.