ليقوم الناس بالقسط) * (1).
ومن لا يجد في نفسه ملكة العدالة كيف يتسنى له أن يطبق العدالة في المجتمع؟
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
" كيف يعدل في غيره من يظلم نفسه؟! " (2).
إن السبب الأصلي وراء إخفاق الحكومات الشيوعية في تطبيق العدالة الاجتماعية ومن ثم انهيار مهد الشيوعية نفسها هو حسبانها أنها تستطيع تطبيق العدالة الاجتماعية بلا عدالة عقيدية وأخلاقية. قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
" عجبت لمن يظلم نفسه كيف ينصف غيره " (3).
وفاقد الشئ لا يعطيه.
ولا يمكن تطبيق العدالة الاجتماعية بالشعار وحده. ولا سبيل إلى استبدال العمل بالشعار إلا رسوخ ملكة العدالة في نفوس الأشخاص المؤثرين في المجتمع. من هنا إذا لم تتحل القيادة والعناصر الأصلية في الحكومة بملكة العدالة من خلال صياغة أنفسهم فإن انتظار العدالة الاجتماعية ليس إلا حلما. وإن من يظلم نفسه التي هي أعز شئ عنده فهو لغيره أظلم، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
" من ظلم نفسه كان لغيره أظلم " (4).