شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١٠ - الصفحة ٦٣٨
ومنه الحديث الآخر: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
(١) قال العلامة أبو المحاسن في " نور القبس من المقتبس " (ص ٢١ ط قسباران):
قيل أنه (أي الحجاج) قال له: (أي يحيى بن يعمر) يا يحيى أنت الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت: إن آمنتني تكلمت:
قال: فأنت آمن، والله لتخرجن من ذلك أو لا لقين الأكثر منك شعرا، فقلت: نعم، أقرء ذلك في كتاب الله عز وجل: إن الله يقول وقوله الحق: " ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين، وعيسى كلمة الله وروحه، ألقاها إلى العذراء البتول، نسبه الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام، فجعله من ذرية إبراهيم، قال: ما دعاك إلى نشر وهذا ذكره، قلت: ما أستوجب الله به على العلماء في عملهم، ليبيننه للناس ولا يكتمونه، قال: لا تعودن لذكر هذا ونشره، ثم كتب إلى قتيبة: إذا جائك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك والسلام.
وكذا العلامة الراغب الأصبهاني في " محاضرات الأدباء " (ج ١ ص ٣٤٥ و ٣٦٦ ط بيروت).
روى الواقعة بعين ما تقدم ملخصا.
وكذا العلامة الحافظ ابن كثير الدمشقي في " تفسير القرآن " المطبوع بهامش فتح البيان ج ٤ ص ٩٣ ط المنيرية بمصر).
قال ابن أبي حاتم: حدثنا سهل بن يحيى العسكري، حدثنا عبد الرحمان بن صالح حدثنا علي بن عابس، عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فذكر الواقعة ملخصا.
وكذا العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الشافعي الدميري في " حياة الحيوان " (ج ١ ص ١٣١ ط القاهرة).
روى الواقعة بعين ما تقدم ملخصا.
وكذا العلامة المعاصر الشيخ أحمد الشهير بالساعاتي في " بدايع المنن " (ج ٢ ص ٤٩٣ ط القاهرة) قال:
حدثنا أبو عبد محمد بن موسى بن النعمان، قال: حدثنا أبو الحسين الأصبهاني الحافظ، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو بكر قال: سمعت عاصما قال: بعث الحجاج إلى قتيبة بن مسلم أن ابعث إلي بيحيى بن يعمر فذكر الواقعة بينه وبين الحجاج بمثل ما تقدم نقله في " مقتل الحسين ".
وكذا العلامة الآمرتسري في " أرجح المطالب " (ص ٢٦٠ ط لاهور).
نقل الواقعة عن " تاريخ ابن خلكان " و " حياة الحيوان " و " الروض الأزهر " ملخصا.
وكذا العلامة هشام الكلبي في " جمهرة النسب " (على ما في تلخيصه ص ١٤١).
قال: إنه بلغ الحجاج أن يحيى بن يعمر الفهمي قاضي خراسان يقول: إن الحسن والحسين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إلى قتيبة بن مسلم أن وجه إلي يحيى بن يعمر فدعاه قتيبة في الليل فقال: أن الحجاج كتب إلي أن أوجهك إليه وقل ما كتب في رجل بمثل هذا الكتاب إلا قتله فإذا خرجت من عندي فلا أرينك قال: بل احملني إليه قال قتيبة: إنه قاتلك إذا قال: حملني فحمله على البريد فلما صار بباب الحجاج أخبر الحجاج أن يحيى بن يعمر بالباب فدعى بمصحف فوضع بين يديه، ثم أدخله، فقال: أنت القائل أن الحسن والحسين ابنا رسول الله؟ قال: نعم، قال الحجاج: لتخرجنه من هذا المصحف أو لأقتلنك قال: فصفح يحيى بن يعمر في المصحف حتى بلغ " ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان - إلى قوله تعالى - ويحيى وعيسى " الآية قال: فأخبرني أليس قد جعل الله عيسى ابنه ولا أب له وإنما هو ابن بنت قال: صدقت الحق بعملك فرده إلى خراسان.
وكذا العلامة أبو المؤيد موفق بن أحمد في " مقتل الحسين " (ص ٨٩ ط الغري).
جاء هذا الحديث مرسلا أطلال من هذا من عامر الشعبي أنه قال: بعث إلي الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت وأوصيت ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور وسيف مسلول، فسلمت عليه فرد على السلام وقال: لا تخف فقد أمنتك الليلة وغدا إلى الظهر ثم أجلسني وأشار فأتى برجل مقيد بالكبول والأغلال فوضعوه بين يديه فقال: إن هذا الشيخ يقول: الحسن والحسين كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله، فليأتيني بحجة من القرآن أو لأضربن عنقه فقلت: يجب أن يحل قيده فإنه إن احتج فلا محالة يذهب، وإن لم يحتج فالسيف لا يقطع هذا الحديد، فحلوا قيوده وكبوله فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير فحزنت له وقلت: كيف يجد على ذلك حجة من القرآن فقال له الحجاج: آتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا ضربت عنقك فقال: انتظر فسكت ساعة وقال له مثل ذلك، فقال:
انتظر، فسكت ساعة وقال له مثل ذلك، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرء " ووهبنا له إسحق ويعقوب - إلى قوله تعالى: وكذلك نجزي المحسنين " وسكت ثم قال للحجاج: إقرأ ما بعده فقرء: وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس، ثم قال سعيد: كيف يليق عيسى ههنا فقال: إنه كان من ذريته فقال: إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن بنت فنسب إليه على بعده فالحسن والحسين أولى أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقربهما منه، فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره وأذن له في الرجوع، قال الشعبي: فلما أصبحت، قلت: في نفسي قد وجب علي أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن لأني كنت أظن أني أعرفها فإذا أنا لا أعرفها، فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرة عشرة ويتصدق بها ويقول: هذا كله ببركة الحسن والحسين عليهما السلام لئن كنا أغممنا واحدا فقد أفرحنا ألفا وأرضين الله تعالى ورسوله.
وكذا العلامة محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول ص 4 " ونقل عنه العلامة المعاصر توفيق أبو أعلم في " أهل البيت " (ص 42 ط السعادة بمصر).
نقل الواقعة بمثل ما تقدم عن " مقتل الحسين " إلى آخره وزاد في آخره: وقد صح النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا ابني سيد شباب أهل الجنة، فخجل الحجاج وعاد يتلطف الشعبي.