نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
والحكم الله وتأبى حكمته * أن يظلم العبد وتبقى ترته
____________________
﴿وأن تحكموا بالعدل﴾ (١) ﴿ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ (٢) ﴿إن ربك يقضي بينهم بحكمه﴾ (٣) ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾ (٤) ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾ (٥) إلى غير ذلك من أمثالها.
وقد صرح تعالى بالانتقام من الظالمين في آيات كثيرة، كما في سورة الأعراف بقوله تعالى: ﴿فانتقمنا منهم﴾ (٦) وكذا في سورة الحجر وسورة الزخرف والروم وغيرها (٧). وكذا قوله جل وعلا: ﴿إنا من المجرمين منتقمون﴾ (٨) ﴿والله عزيز ذو انتقام﴾ (9) ونظائرهما.
وذلك مضافا إلى السنة المتواترة الدالة على أن الله لا يفوته ظلم ظالم (10) هذا.
مع أن العدل المحض «والحكم» الحاكم بالقسط هو «الله» سبحانه. «و» من الواضح لدى العقل وأهله أنه «تأبى حكمته» البالغة «أن يظلم العبد» المسكين «وتبقى ترته» وعاره ونقصه عليه بمرأى ومسمع من وليه العدل القادر العليم، من غير تدارك منه له.
وإن ترك الانتقام ربما يكشف عن العجز عنه، أو الغفلة منه، أو الإهمال فيه، الكاشف عن الرضا بالظلم وإضاعة حق المظلوم وربما يصيبه الهم والحزن بذلك أكثر مما أصيب به من كرب الظلم.
وفيه أيضا تعريض للظالم على الطغيان. وزيادة الظلم، وقبح كل ذلك واضح.
وتعالى ربنا عنها بأجمعها علوا كبيرا.

(١) النساء: ٥٨..
(٢) المائدة: ٨.
(٣) النمل: ٧٨.
(٤) الحج: ٣٨..
(٥) الفجر: ١٤.
(٦) الأعراف: ١٣٦.
(٧) الحجر: ٧٩، الزخرف: ٢٥، الروم: ٤٧.
(٨) السجدة: ٢٢.
(٩) آل عمران: ٤.
(١٠) المحاسن للبرقي ١: ٧، الكافي ٢: ٤٤٣، أمالي الصدوق: 733.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 270 271 ... » »»
الفهرست